قام اليوم أهالي بلدة بيت صفافا جنوبي غرب القدس المحتلة بوضع نصب حجريّ يعيد التسمية للميدان الرئيسي وسط البلدة إلى "ميدان الشهيد باسل سلمان". وكان ذلك في ختام مسيرة انطلقت من خيمة الاعتصام التي أقامها الأهالي احتجاجاً على الشارع الاستيطاني السريع رقم 4، الذي يصادر مئات الدونمات من أراضيهم ليربط مستوطنات جنوب الضفة بمركز القدس.

 يذكر أن بلدية الاحتلال قد شرعت خلال الشهور الاخيرة باطلاق أسماء جديدة على الشوارع في الأحياء الفلسطينية في القدس، تشترط فيها البعد عن كل ما يمتّ للهويّة النضالية الفلسطينية بصلة. وقد رفضت اللجان المختصة في بلدية الاحتلال أي اسم تم اقتراحه من الفلسطينيين إن كان يتصل بشخصية نضالية أو حدث تاريخي مهم في مسيرة الشعب الفلسطيني. وتأتي مبادرة أهالي بيت صفافا في تثبيت اسم الشهيد على ميدان قريتهم الرئيس تحدياً لهذه السياسة.

 كما تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة فعاليات ينظمها أهالي بيت صفافا منذ ما يقارب ستة أشهر احتجاجاً على شق الشارع الاستيطاني السريع (رقم 4) وسط بلدتهم، وتعكس كما يقول بعضهم غضبهم المتصاعد من سياسة الاحتلال ضدّهم، التي كان آخرها رفض المحكمة العليا الاسرائيلية الأسبوع الماضي دعوى قضائية قدمها الأهالي تطالب بإيقاف أعمال هذا الشارع.

 وقد رفع الأهالي في مسيرتهم الأعلام الفلسطينية، وهتفوا للقدس وفلسطين وللشهداء، فكان من هتافهم "يا شهيد ارتاح ارتاح واحنا نواصل الكفاح"، كما هتفوا: عالمكشوف وعالمكشوف مستوطن ما بدنا نشوف"، ويعتقد الاهالي أنهم بذلك يوجهون رسالة واضحة للمستوطنين الذين يعبرون الميدان يومياً ويرتادون محالّ القرية، والذين تنوي بلدية الاحتلال اقامة الشارع السريع لصالحهم.

والشهيد باسل سلمان هو أحد أبناء بيت صفافا الذي استشهد في 28 آب 1989 أثناء مواجهات مع الاحتلال في الانتفاضة الأولى، وكان استشهاده في ميدان القرية المسمى على اسمه. كما حمل الأهالي لافتات كتب عليها أسماء شهداء القرية على مدار التاريخ الفلسطيني المعاصر.

أمينة، المشاركة في المظاهرة تعلق قائلة: نريد من هذه الخطوة أن يعلم الجميع ويتذكر ان بيت صفافا مستعدة للتضحية بدماء أبنائها دفاعاً عن الأرض، وأن بيت صفافا بلدة مقاومة ولن تقبل بالظلم يوماً".