شبكة قدس الإخبارية

غرق شارع النفق بغزة.. عائلات تتشرد ولا حلول قريبة

هيئة التحرير

غزة- خاص قدس الإخبارية-إبراهيم مقبل: كلما خرجت غزة من أزمة جاءت أختها تضاهيها، وكأنه واقع مفروض يجب أن تحياه، الأزمة هذه المرة ليست بفعل بشري، بل بعجز مؤسسي يضعف أمام المنخفضات الجوية المتكررة، شارع النفق، ذلك الشارع الهادئ إلى الشمال من مدينة غزة، يتصدر الإعلام مرة أخرى هذا الصباح، ليس بسبب هدوئه، بل لغرقه للمرة الثانية على التوالي، بسبب ارتفاع منسوب المياه في بركة الشيخ رضوان المحاذية للشارع من الجهة الغربية.

معاناة تتكرر

أبو إسماعيل الركن أحد سكان تلك المنطقة، والذي اضطر أن يبقى حبيساً داخل بيته بعد أن غرقت المنطقة، قال في حديث هاتفي أنه صعد بعائلته للطابق الثاني من منزله بسبب غرق المنطقة وتخوف ارتفاع منسوب المياه ليطال الطابق الأرضي والدور الأول من المنزل، موجها أصابع الاتهام في تكرار المأساة إلى بلدية غزة والتي قال أنها تتعمد إهمال المنطقة.

وأشار إلى أنه تلقى تحذيراً كما باقي أهالي الحي من الدفاع المدني للانتقال للطوابق العلوية، وتفريع الطوابق السفلية.

ويجتهد الركن ساعة حديثنا معه، هو وإخوته لتفريغ بيت أخيهم أحمد من نفس البيت لكي لا تتكرر مأساة العام السابق؛ بفقدانه لكل ممتلكاته الخشبية والكهربائية، وتساءل الركن أين هي خطة الطوارئ للبلدية التي صمت آذاننا عبر وسائل الإعلام، مبدياً استغرابه من امتلاء بركة الشيخ رضوان مع أول منخفض جوي.

[caption id="attachment_54757" align="alignleft" width="400"]محاولات حثيثة لإخلاء الأهالي الذين غمرت مياه الأمطار منازلهم محاولات حثيثة لإخلاء الأهالي الذين غمرت مياه الأمطار منازلهم[/caption]

مشروعين

بلدية غزة، عبرت عن رفضها للاتهامات التي توجه إليها باستمرار، مدير دائرة الصرف الصحي ببلدية غزة المهندس عبد المنعم حميد قال أن هناك نقصاً كبيراً في المعدات اللازمة للعمل، على الرغم من أن هناك عملاً دؤوباً لتلاشي ما قد يحدث على غرار العام الفائت.

واستعرض حميد في اتصال هاتفي مع "مراسل قدس" العديد من المشاريع التي يجري العمل عليها حالياً للحيلولة دون تفاقم الأزمة، وبين أن هناك مشروعان يجري العمل عليهما، الأول جرى العمل به منذ صباح الخميس، وهو عبارة عن بركة جديدة إلى الشرق من منطقة النفق، وتقدر مساحتها 35 دونم، والتي من المقدر أن تستوعب 200 ألف متر مكعب، والمشروع الثاني بالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل وهو عمل خط فوق الأرض يصل البركة بمصارف حي النصر التي تصرف المياه تجاه البحر وذلك بخطوط ذات سعة 12 إنش، وأشار إلى أن المشروع سيكون جاهزاً الأحد المقبل.

وأوضح حميد أن البلدية لم تتوان في تقديم كل ما تملك من امكانيات، كاشفاً عن مشاريع استعدت بعض الجهات القطرية للعمل عليها، وقدرَ تلك المشاريع بخمسة ملايين دولار والتي جاءت لتصريف مياه الأمطار وذلك بعد حادثة العام الماضي وهي بحاجة للتنفيذ بعد الانتهاء من التصاميم والدراسات، والتي انتهت منها لجنتا الإدارة العامة للهندسة والتخطيط والإدارة العامة للصرف الصحي، ويتلخص المشروع بعمل محطة جديدة بأربع مضخات ذات سعة عالية للتصريف.

ضعف الإمكانيات

بدوره، قال مدير عام جهاز الدفاع المدني العميد سعيد السعودي أنه رغم الإمكانيات القليلة التي يمتلكها جهازه إلا أن رجال الدفاع المدني منتشرون في كافة المحافظات.

وبين أن أكثر ما يقلقهم هو عدم توفر وقود لسيارات الدفاع المدني، موضحاً أن ما يصلهم من كميات لا يكفي سوى أيام قليلاً، محذراً من عدم تمكن طواقمه من أداء مهامها على الوجه الأكمل.

وناشد حكومة الوفاق الوطني للوفاء بالالتزامات تجاه أجهزتها العاملة في غزة، داعياً إياهم لتزويد جهازه بالمعدات الناقصة ك"المضخات والأبرهولات و واقيات الأمطار.."

[caption id="attachment_54758" align="alignleft" width="400"]الجهات الرسمية تدافع عن مواقفها بعدم تحملها المسؤولية الجهات الرسمية تدافع عن مواقفها بعدم تحملها المسؤولية[/caption]

حلول

ودعا الأكاديمي الفلسطيني زاهر كحيل وهو مختص بهندسة المياه عبر صفحته على الفيس بوك لعلاج هندسي لبركة الشيخ رضوان، طالباً البلدية تسخير طاقاتها للعمل الذي سيقوم به، ورد حميد عليه بقوله: "العلم يحتاج لأدوات، ونحن بحاجة لمضخات والتي لو وفرت لنا لنقلنا المياه بدون مشاكل"، مستدركاً قوله: "البلدية آذان صاغية لكافة المقترحات والحلول"، وأشار السعودي إلى حل مستقبلي يمكن العمل عليه من قبل الجهات المختصة وهو استخدام المسطحات الكبيرة في غزة كخزانات لمياه الأمطار، مبيناً أنها مطبقة في كافة دول العالم.