شبكة قدس الإخبارية

معاريف: هكذا تقوض الدعاية الفلسطينية ثقتنا بالأمن

هيئة التحرير

تناولت صحيفة معاريف العبرية في تقرير لها اليوم، الأغاني التي يطلقها مختلف المغنين الفلسطينين والتي تواكب العمليات الفدائية التي ينفذها الفلسطينيون "عمليات الدهس والطعن" في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، وتأثيرها الذي بدا جليا على الجمهور الإسرائيلي، والوقوف على تأثيرها البعيد على نفسيات الإسرائيليين وتصنيفها ضمن الحرب النفسية التي يشنها الفلسطينيون على الاحتلال الإسرائيلي.

واستضافت الصحيفة خبير الحروب النفسية البروفيسور الإسرائيلي "رون شلايفر"، الذي قال إنه "على الرغم من انخفاض مستوى ميل الفلسطينيين إلى العنف خلال السنوات الماضية، إلا أنهم بدوا متشجعين للعمليات الأخيرة التي جرت في القدس وعدة مناطق بالضفة الغربية والداخل المحتل، ويبدو ذلك جليا من خلال تفاعلهم منقطع النظير من الأغاني التي تصدر مع كل عملية ينفذها فلسطيني ويقع فيها قتلى إسرائيليين".

ويضيف شلايفر في حديث لصحيفة معاريف العبرية "يوجد لدى الفلسطينيين الكثير من الأفكار الإبداعية، وما شاهدناه من أغاني تدعو لترهيب الإسرائيليين من عمليات الدهس والقتل والتفاعل وردات الفعل الإسرائيلية عليها يعكس القدرة الكاملة لهذه الأعمال الفنية على إضعاف قوة المستقبل أو الخصم".

ويتابع شلايفر "هم ليس فقط ينفذون العمليات، وإنما أيضا ينتجون المواد الترويجية لها، فقد شاهدنا أمس  فيديو يعرض رسوما متحركة لأحد المستوطنين المطاردين من قبل سيارة فلسطينية تقوم بدهسه وإرساله للمقبرة، وهو واحد من العديد من الأفلام التي صدرت مؤخرا".

ووفقا لخبير الحرب النفسية، شلايفر، فإن هذا النوع من الحرب هو جزء من الصراع النفسي الذي يشنه الفلسطينيون على الجمهور الإسرائيلي حتى باتت وزارة الاتصالات أمام تحد للتفكير في كيفية الحيلولة دون وصول هذه المواد الدعائية للجمهور الإسرائيلي.

ويوضح الخبير الإسرائيلي أن إنتاج هذه الأفكار بحاجة لشخص يمتلك القدرة على التفكير الإبداعي، والجرأة والنفس الطويل، فإنتاج مثل هذه المواد الدعائية يحتاج لعدة أيام من الصفاء الذهني والأفكار الخلاقة، كذلك أن يعرف مباطن الضعف لدى الجمهور الإسرائيلي حتى يعرف كيف يروج مادته الدعائية داخل القواعد الجماهيرية الإسرائيلية لضرب الجبهة الداخلية وبالتالي تقويض ثقتهم بالأمن.

ويتابع "منتج هذه المواد استطاع وخلال فترة قياسية إعطاء الجمهور الإسرائيلي جرعة دقيقة ومخطط لها، حتى لو كانت على شكل ساخر، أثرت كثيرا في حياتهم، وكذلك فهو مدرك تماما كيف يمكنه التصرف بذكاء ضدنا".

ويؤكد خبير الحرب النفسية أن المثير للاهتمام هو أن الفلسطينيين عمدوا إلى تشغيل هذه النظرية المنظمة ضدنا"، ويقول شلايفر: "هل هناك أي شخص في إسرائيل قادر على إنتاج مثل هذه الأعمال وبهذا النفس الطويل والقدرة على الإبداع الفني؟، الجواب حتما لا، لأننا لا نملك نفس الإيمان ونفس القاعدة التي تقوم على الثقة بالقدرة على سحق الخصم من داخله".

ويختم شلايفر حديثه بالقول "قد تكون هذه المواد الدعائية مضحكة ومثيرة للسخرية من منظور البعض، لكن تأثيرها في النفوس الضعيفة أصلا ذو أبعاد عميقة، وهي نوع من أنواع الغزو الداخلي للعقلية البشرية".