شبكة قدس الإخبارية

الشهيد الشلودي..قصة ملاحقة كللت بالاستشهاد

شذى حمّاد

القدس المحتلة-خاص قدس الإخبارية: عبد الرحمن الشلودي، الذي استشهد امس برصاص شرطة الاحتلال في القدس المحتلة ولد بتاريخ 29/9/1993 وعاش طفولته في حي البستان في سلوان جنوب المسجد الأقصى.

يقول جيران "الشلودي" إنه من عرف عبد الرحمن عن قرب يوقن أنه "ليس من أهل الدنيا"، فقد عاش حياته بين سجون الاحتلال وبين جلسات التحقيق في أقبية المخبرات الإسرائيلية، فتارة يتهمونه بالتخطيط لاقتناء السلاح، وتارة يتهمونه بالتخطيط لتنفيذ عملية ضد أهداف إسرائيلية.

في إحدى جلسات محاكمته صرخ الشهيد عبد الرحمن الشلودي (21) عاما أمام أمه، "يما بحققوا معي 8 ساعات"، ما يلخص تجربة الشهيد عبد الرحمن في الاعتقال الذي تعرض له ثلاث مرات والذي لم يكن بالهين، فالتحقيق كان يتم على أيدي محققي الشاباك لساعات طويلة ومتواصلة وصلت إحداها إلى (30) ساعة.

[caption id="attachment_51645" align="alignleft" width="297"]الشهيد الشلودي اعتقل لدى الاحتلال 4 مرات. الشهيد الشلودي اعتقل لدى الاحتلال 4 مرات.[/caption]

حكايات الأسر والتحقيق

إيناس والدة الشهيد عبد الرحمن من حي البستان في بلدة سلوان،  تقول "إن نجلها لم يعد إليها كما كان وخاصة بعد اعتقاله في المرة الثانية،" عبد الرحمن شعر أنه مظلوم، وخاصة أنه لم تعرض المحكمة لائحة اتهام بحقه، كما وكانت تعقد جلسات محاكمة سرية منعتنا والمحامي من الاطلاع عليها".

وبينت والدته أن عبد الرحمن إنسانا بسيطا ومحبوبا في الحي وبين أفراد العائلة، وقالت،" عبد الرحمن كان يسعى ليعيش حياته إلا أن الاعتقال المتكرر والاستدعاءات والمخالفات عرقلة سير مخططاته".

وأضافت أن مخابرات الاحتلال كانت تستدعي عبد الرحمن كثيرا لإخضاعه للتحقيق، كما أن مؤسسات سلطات الاحتلال كانت تحرر الكثير من المخالفات المالية بحقه بذرائع وبأسباب مختلفة، مبينة أن مخابرات الاحتلال كانت كلما يمتلك هاتف أو سيارة جديدة تقوم باحتجازها.

تجربة صعبة مع الأسر

الناطق باسم أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب والذي كان متابعا للاعتقالات التي تعرض لها عبد الرحمن عن كثب، بين أن الشهيد اعتقال للمرة الأولى في تاريخ 19/9/2012، حيث حكمته محكمة الاحتلال بالسجن (16) شهرا على خلفية ضرب ميلوتوف والحجارة، وتم الإفراج عنه 23/12/2013 من سجن النقب.

وبين أنه بتاريخ 12/2/2014 أي بعد شهرين ونصف من الإفراج عنه، عاودت قوات الاحتلال اعتقاله، إلا أن هذا الاعتقال كان الأعنف حيث اعتدت قوات الاحتلال على عبد الرحمن أمام عائلته بالضرب المبرح كما واعتدت على والده واعتقلته، واعتدت على جدته المسنة التي أصيب بجراح صعبة في يديا خضعت إثرها لعملية جراحية، مشيرا إلى أنه في تاريخ 3/3/2014 تم الإفراج عن عبد الرحمن بعد إخضاعه للتحقيق المكثف

وفي تاريخ 30/3/2014، اعتقل الشهيد عبد الرحمن للمرة الثالثة، ويقول أبو عصب إن الشهيد خضع للضغط والتعذيب خلال التحقيق في الاعتقالات التي خاضعها، وهو ما شكل له أرق وقلق مستمر، وقال،" كان يشعر عبد الرحمن دائما أن مراقب من أجهزة الاحتلال، حيث أخبره المحققون أنهم يراقبون كل تفاصيل حياته".

وأشار إلى أن مخابرات الاحتلال حققت مع الشهيد على خلفية عملية شراء أسلحة، مبينا أنه محكمة الاحتلال كانت تعقد جلسات محاكم سرية بحضور أجهزة الشاباك ومنعت المحامي (12) يوما من زيارته .

وأكد أبو عصب على أن الشهيد عبد الرحمن كان يمر بضغط كبير خلال التحقيق، وهو الأسلوب الذي تتبعه مخابرات الاحتلال حيث تخضع الأسير للتحقيق مدة (30) ساعة متواصلة، تصيب الأسير بالهذيان ويصبح غير قادر على السيطرة على نفسه.

[caption id="attachment_51646" align="alignleft" width="400"]صورة لوالدة الشهيد وشقيقته خلال اعتصام لأهالي المعتقلين لدى الاحتلال في القدس العام الماضي صورة لوالدة الشهيد وشقيقته خلال اعتصام لأهالي المعتقلين لدى الاحتلال في القدس العام الماضي[/caption]

وقال أبو عصب،" الشهيد عبد الرحمن يمثل نبض الشارع المقدسي، فهو يرى يوميا ما يمر به المقدسيين من اعتداءات وانتهاكات يومية، كما أنه كان يشعر بالمسؤولية اتجاه وطنه وقضيته"، مضيفا،" عبد الرحمن كان إنسانا مقاوما بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لو يستسلم للاحتلال يوميا، وهو ما رأيناه في عينيه بعد الإفراج عنه".

الاحتلال منعه عن حلمه

مروان الشلوادي ابن عم الشهيد، قال إن عبد الرحمن تخرج من المدرسة الصناعية في القدس بعد أن تخصص بالفندقة، وهو ما كان يحبه ويسعى لدراسته والعمل فيه.

وأضاف أن عبد الرحمن كان يخطط لاستكمال الدراسة الجامعية في تخصص الفندقة إلا أن ممارسات الاحتلال كان عائقا دون تحقيقه لحلمه،" عبد الرحمن إنسانا متعلم، ويعي ما يفعله، وهو دائم الشعور بالمسؤولية والانتماء اتجاه العائلة والوطن".

وأضاف، أن عبد الرحمن كان يسعى لعيش حياة طبيعية ليرتقي بعائلته ويحسن من مستواها المادي، إلا أن الاعتقالات والاستدعاءات المتكررة حرمته من الحصول على مهنة يعمل بها في المدينة، وكان يتنقل بين عدد من المهن والأعمال.

"طموح عبد الرحمن لم يتوقف يوما، كان يريد أن يوفر حياة كريمة لأسرته، كما كان يسعى لإنشاء أسرته الخاصة.