شبكة قدس الإخبارية

في قضية الاعتداءات على الأقصى.. نوع خاص من التفاعل في غزة

هدى عامر

غزة – خاص شبكة قدس: يتحرق أهل غزة شوقاً لصلاة في المسجد الأقصى فيما تذرف أعينهم الدمع كلما شاهدوا الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة بحقه، آخرها ما كان من محاولة اقتحام المستوطنون له ومحاصرة المصلين فيه ومنعهم من دخوله في إطار مخطط التقسيم الممنهج، كما ومحاولة تهويده التي تعتبر المرحلة الأخطر في تاريخ المسجد الأقصى.

ورغم المسافات الإجبارية التي تمنع تواجد الغزيين في المسجد الأقصى إلا أن التعلق به قد فاق حدود المكان، فالقلوب معلقة على أبوابه والأذان ترتقب سماع أذانه، حالة حزن تعتلي سماء المدينة من بُعد المسافة التي كبلتها، والغضب من ابتعاد العرب عما أسموها ذات يوم بوصلتهم، بكاء على "البوصلة" التي ضاعت في صحراء العرب التي لم تعرف يوماً الربيع.

الخمسينية أم حسن تتحدث بأسى فتقول: "أعوام طويلة ونحن ننادي أن الأقصى في خطر"، متسائلة: "ماذا ننتظر؟ أن يذهب من أمام أعيننا ولا يبقى لنا مسجدنا المقدس؟".

وأضافت: "أننا في غزة بحكم البعد الجغرافي المفروض علينا لا نملك إلا الرباط هنا والدعاء بأن يحفظ الله المسجد الأقصى ويثبت المقدسيين المرابطين هناك".

أما الشابة منى حجازي 21 عاماً فتقول:" يعتريني الشعور بالألم والخجل حيال ما يجري بالقدس المحتلة من انتهاكات بحق المقدسات وخاصة المسجد الأقصى، دون أن نسمع كلمة شجب عربية أو قرار سياسي أو دبلوماسي حازم وﻻ حتى تَحرك فلسطيني داخلي إنما تمادي بحالة الصمت المدقع.

فيما يشاركها الألم الشاب محمود خليل 23 عاماً بالقول: "إن مشاهدة الاعتداءات في مدينة القدس تُسري قشعريرة بداخلي يتبعها غليان الدم في عروقي".

ويضيف: "نشعر بالعجز كوننا لا نستطيع فداء الأقصى بما يستحق" عاتبًا على نفسه في تقصيرها تجاه هذه القضية ومن ثم على قيادة الشعب الفلسطيني التي لا تستخدم أوراق القوة في وجه اعتداءات الاحتلال وتجاوزاته، بحسب تعبيره.

غضب الكتروني

"المحزن أن الوطن مقسوم إلى شطرين، الضفة تبكي وحدها وغزة تندب حظها، وحين يقرران أن يلتحما في وجع واحد، لا يجدون إلا مواقع التواصل الاجتماعي "

منشورات فيسبوكية تتسارع فيها الحروف داعيةً إلى الله الثبات للمقدسيين وحفظ الأقصى، إضافة إلى عرض مشاهد للمرابطين

وعن حرائر القدس اللاتي وقفن بوجه الاحتلال بكامل قوتهن، حتى عبرت أحلام الفالح عبر صفحتها على الفيس بوك بالقول: "من غبار أحذيتهن ليمسح العالم على رأسه".

وتساءلت: "إن كان العالم لم يتحرك لغزة في 50 يوماً من الموت هل ننتظر أن يلتفت إلى الأقصى؟"

فيما قالت الشابة حنان العسكري 23 عاماً ساخرة: " كلما غضبت انشر منشوراً فيسبوكياً وأعلن عن غضبك، وكأن المنشورات الالكترونية هي وسيلة الدفاع الأولى!"

وأضافت: "لا ضير في أن تصبح مواقع التواصل الاجتماعي متنفس للتعبير عن غضبهم لكن لا أن تمتلئ بعض الميادين فتغضب تارة وتنضب تارة"، مؤكدة أن" القدس اليوم في خطر ليس كأي وقت مضى ولن يجدي نفعاً البقاء مكتوفي الأيدي."

وبالعودة إلى منى التي اعتبرت مواقع التواصل حلها الوحيد تقول: "لا أملك سوى متابعة الأخبار وإعادة نشرها عبر صفحاتي على مواقع التواصل"، محاولةُ نشر الوعي بين أصدقائي في غزة وخارج فلسطين، مشتكية من عدم وجود معلومات وتغطية إعلامية كافية تستطيع من خلالها امتلاك معلومات قوية ودقيقة تعرض الوضع في الأراضي المحتلة، على حد قولها.

وعبّر الشاب خليل بالقول: "أما عن ردة فعلي فهي متواضعة؛ نظراً للواقع الذي يباعد بيننا وبين قدسنا"، مضيفاً: " لا أستطيع أن أقف بجانب إخواننا المقدسيين إلا بالدعاء والمناصرة على صفحات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى حشد الرأي العام للاهتمام بالقضية المركزية لكل المسلمين"

وكان الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر قد كتب مناصراً للقدس على صفحته الالكترونية منشوراً قال فيه: "تطورات متسارعة تحصل في القدس المحتلة، والإسرائيليون يحاولون فرض وقائع على الأرض في سباق مع الزمن، ولسان حال المقدسيين: يا وحدنا يا وحدنا".

مطالبات شبابية

جملة من المطالبات التي رفعها الغزيون يرتأون فيها حلاً ولو رمزياً لمساندة الأقصى فقد طالب الشاب محمد إسماعيل الشباب الفلسطيني بالخروج للميادين وإعلان حالة من الإضراب والاحتجاج يقابله كذلك موقفًا مماثلًا من المتضامنين عالمياً للضغط على حكومات العالم باتخاذ موقف رادع للمهزلة الإسرائيلية والانتهاكات المتكررة بحق المقدسات.

وبالعودة إلى محمود الذي ناشد قيادة الشعب الفلسطيني بالقيام على مسئولياتها التي حان دورها، دون شعارات الثوابت التي باتت كلمات في الهواء، بحسب تعبيره

ولم تتورع أحلام في حث كل من يستطيع الذهاب إلى الأقصى بالنفير العام لفلسطيني الـ 48 بالداخل الفلسطيني للتصدي لهذه الحملة الإسرائيلية وإفشالها.

ويرى الشباب أن مناصرة المقدسيين وحشد الجهود ومطالبة المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات كما وإخضاع إسرائيل لبنود الاتفاقيات الدولية باحترام الديانات والمقدسات ما هي إلا أقل القليل لوقف سلسلة الجرائم الإسرائيلية.