شبكة قدس الإخبارية

مؤتمر إعمار غزة.. الرئيس عباس يطلب 4 مليارات دولار والسيسي يكرر شروطه

هيئة التحرير

شدد الرئيس محمود عباس، على ضرورة توفير مبلغ 4 مليارات دولار لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأخير على قطاع غزة، وطالب بوضع حدّ للاحتلال الإسرائيلي الذي يحرم الاقتصاد الفلسطيني بالضفة الغربية من نحو 3 مليارات دولار سنويا.

وقال الرئيس في خطاب أمام مؤتمر المانحين لإعادة إعمار غزة في العاصمة المصرية القاهرة اليوم الأحد "إن قطاع غزة تعرض لثلاثة حروب في غضون ست سنوات، أسفرت عن سقوط 3760 شهيدا، وتدمير أكثر من 80 ألف منزل، وإلحاق أضرار بمرافق البنية التحتية والمرافق العامة ومنشآت القطاع الخاص بشكل كبير".

[caption id="attachment_50736" align="alignleft" width="400"]الرئيس عباس يطالب الدول المانحة بـ4 مليارات دولار لإنعاش وإعمار غزة الرئيس عباس يطالب الدول المانحة بـ4 مليارات دولار لإنعاش وإعمار غزة[/caption]

وأضاف أن انعقاد المؤتمر في هذه الظروف البالغة الدقة والتعقيد، إنما هو تأكيد على ارتباط إعمار قطاع غزة بمجمل الاقتصاد الوطني الفلسطيني، وعلى حقيقة واضحة وراسخة، وهي أن قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية وبما فيها القدس الشرقية، تشكّل وحدة جغرافية واحدة، نسعى لجلاء الاحتلال الإسرائيلي عنها.

وأكد الرئيس أن عدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات الدولية، وقرارات الشرعية الدولية، وحل الدولتين على أساس حدود عام 1967، مع حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه استناداً لمبادرة السلام العربية، المعتمدة في قمة بيروت عام 2002، وفي مؤتمرات القمة الإسلامية، يدفع بمنطقتنا مجدداً نحو دوامة العنف والنزاع.

وخاطب أهل غزة قائلا: "إنكم في صميم قلوبنا، وسنظل نعمل دون كلل أو ملل من أجل رفع الظلم عنكم، وإنهاء المعاناة التي تعيشونها منذ سنوات، سنضمد جراحاتكم التي هي جراحات عميقة في نفوسنا، سنعمر قطاع غزة، ونعيد بناءه بالاعتماد على الله أولاً، ثم على همة شعبنا، وقدراتنا الممكنة والمتاحة، وبدعم من أشقائنا، وأصدقائنا في العالم".

وشدد على الوقوف إلى جانب القطاع الخاص في غزة، ليتمكن من النهوض مجدداً واستعادة عافيته، وتمكينه من المساهمة في عملية إعادة الإعمار، وقال "إن هناك حاجة ماسة للمساعدة في إعادة بناء المؤسسات الحكومية في قطاع غزة، التي يجب أن تكون مع نظيراتها في الضفة الغربية، تحت ولاية حكومة الوفاق الوطني، وإزالة العقبات التي تواجه عملها في هذا المجال، وكذلك إعادة تشغيل المعابر بين المدن الفلسطينية في كل من غزة والضفة، وبين فلسطين والعالم، فلا يعقل أن يظل اقتصاد فلسطين رهينة إجراءات الاحتلال وممارساته العقابية". وتابع: "سنواصل العمل والتنسيق مع جمهورية مصر العربية، والجهات ذات العلاقة كافة، لاستمرار التهدئة وتثبيتها".

وقال الرئيس "إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كشف هشاشة وخطورة الوضع في المنطقة في ظل غياب سلام عادل، وجهود دولية تراوح مكانها، ووعود لم تتحقق".

وطالب المجتمع الدولي بدعم السعي الفلسطيني لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، يضع سقفاً زمنياً لإنهاء الاحتلال، والذهاب من ثم إلى مفاوضات جادة لحل قضايا الوضع النهائي كافة، بدءاً بترسيم الحدود في إطار جدول زمني محدد، لا يتعارض مع الالتزامات بتحقيق السلام العادل والشامل، على نحو يكفل الأمن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة، ويسهم في تعزيز السلم والأمن العالميين.

واعتبر أن ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى، والمقدسات المسيحية والإسلامية عامة هذه الأيام، من قبل المستوطنين ووزراء في الحكومة الإسرائيلية، لفرض حالة تقسيم زماني ومكاني فيها، بمثابة صب الزيت على النار في منطقتنا، التي تشهد حالة غير مسبوقة من التطرف، والتأجيج الطائفي والمذهبي، وتحويل الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني، الأمر الذي يهدد أمن المنطقة واستقرارها، والسلام الاجتماعي فيها.

وقال "إن الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب لن تكون لها مصداقية طالما ظل شعبنا الفلسطيني محروماً من حريته واستقلاله"، متسائلا: "أما آن لشعبنا أن ينعم بحريته وكرامته وسيادته واستقلاله في دولته الخاصة به؟ أما آن للحق والعدل أن يبسطا ظلالهما على فلسطين؟ أما آن للظلم التاريخي لشعبنا أن ينتهي؟ أما آن لأطول احتلال في العصر الحديث أن ينتهي؟.

[caption id="attachment_50735" align="alignleft" width="400"]السيسي: عملية إعادة الاعمار في غزة ترتكز على التهدئة الدائمة وممارسة السلطة الفلسطينية لنفوذها في القطاع. السيسي: عملية إعادة الاعمار في غزة ترتكز على التهدئة الدائمة وممارسة السلطة الفلسطينية لنفوذها في القطاع.[/caption]

السيسي: مصر لن تخذل الفلسطينيين

من جهته قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحد "إن إعادة إعمار قطاع غزة يستند إلى محورين أساسيين هما التهدئة الدائمة وممارسة السلطة الفلسطينية عملها في القطاع، مؤكدًا على ضرورة تحقيق التسوية ليتفرغ الشعب الفلسطيني للبناء.

وأضاف السيسي خلال كلمته في المؤتمر أن "انعقاد المؤتمر يوجه رسالة للشعب الفلسطيني لضرورة وضع حد للوضع القائم واستحالة العودة إليه، وأن الطريق الوحيد لاستعادة السلم والأمن هو التوصل لتسوية عادلة وشاملة".

وشدد على ضرورة تحقيق التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليتسنى للشعب الفلسطيني التفرغ للبناء دون الخشية لتدمير ما بناه، وقال إنه "يجب العمل على حرمان من يحاولون استغلال محنة الشعب الفلسطيني لتحقيق أغراضهم".

وأضاف "أنادي الإسرائيليين شعبًا وحكومة.. لقد حان الوقت لإنهاء الصراع دون إبطاء للوفاء بالحقوق وإقامة العدل حتى يعم الرخاء ونحصد جميعًا الأمان (..) لنجعل هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام الذي يجعل حلم العيش المشترك ممكنًا".

وأشار إلى أن المؤتمر يمثل "خطوة مهمة لا غنيً عنها لدعم الجهود المصرية التي انطلقت منذ الأزمة الأخيرة في غزة، وأخذت على عاتقها حقن دماء الفلسطينيين الأبرياء وصيانة مقدراتهم".

ولفت إلى أن مصر واصلت مساعيها منذ مباردة وقف إطلاق النار في غزة، وما تلاها من نجاح المفاوضات في التوصل لوقف شامل لإطلاق النار، واستمرت فيما بعد لمتابعة تثبيته، وهو ما تحقق من خلال دعوة الطرفين لاستئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة الشهر الماضي للتوصل لتفاهمات حول القضايا المتعلقة، وتوافقهما على تواصل المفاوضات خلال النصف الثاني من الشهر الجاري.

وأضاف "وبالتوازي مع ذلك عملت مصر على رأب الصدع الفلسطيني لإنهاء الانقسام، وأثمرت عن التوصل لتفاهمات حول قضايا المصالحة، الأمر الذي يعزز عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة وممارسة حكومتها لمسئولياتها نحوه تأكيدًا لوحدة الأراضي الفلسطينية تحت راية واحدة وعنوان وحيد للشرعية".

وقال إن القاهرة وفرت احتياجات الفلسطينيين من المؤن الغذائية والمستلزمات الطبية والأدوية، كما وفرت العلاج للجرحى والمصابين بالمستشفيات المصرية، "وستظل ملتزمة بوفائها للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة التي كانت وستبقى قضية العرب الأساسية".

وتمنى السيسي في ختام كلمته أن تكون نتائج المؤتمر على قدر توقعات الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، مؤكدًا استعداد بلاده لتقديم كل دعم في سبيل ذلك بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي.