خاص : في زاويةٍ غير مكتملة البناء لا تتجاوز مساحتها المائة متر في منزل عائلة ابو عليان بمنطقة الزنة شرق مدينة خانيونس، يرقد ارث تاريخي يعود للعديد من الحضارات، ابتداء من الرومانية مرورا بالإسلامية وصولا إلى الحقب الحديثة.
يتجاوز تعداد القطع الأثرية في متحف عائلة "أبو عليان" الصغير الخمسة آلاف قطعة، قبل أن يمر عليها الاحتلال الإسرائيلي "مغول العصر" في حربهم الأخيرة، ويدمروا جزء منها ويسرقوا أربعمائة قطعة أخرى، من بينها تماثيل رومانية، وأسلحة منوعة، والتي تعتبر من أثمن القطع بالمتحف.
[caption id="attachment_49548" align="aligncenter" width="600" class=" "]
متحف آل عليان في غز تعرض للنهب والتدمير خلال العدوان الأخير على غزة[/caption] بعد بدء الاجتياح البري للقطاع، وطلبه من قاطني المنطقة إخلائها لتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة، عمد الاحتلال إلى تدمير كل شيء في طريقه، وسرقة ما يعتبره مغنما له. إذ قال مدير المتحف وصاحبه "فداء أبو عليان" لـ"شبكة قدس الإخبارية" إن الاحتلال سرق العشرات من التماثيل الرومانية، فيما لم يتبقَ منها سوى واحدا.
وأضاف :"تم تدمير جزء كبير من الآثار، مثل لوحات فنية قديمة وتماثيل وسيوف وبنادق للعديد من الحق التاريخية، وأصبح المتحف أثرا بعد عين، وأصبحت تختلط شظايا وبقايا الرصاص والقنابل ببقايا الآثار والأواني القديمة".
[caption id="attachment_49549" align="aligncenter" width="600" class=" "]
آثار إسلامية وغير إسلامية في المتحف[/caption] رغم صغر مساحة المتحف، إلا أنه كان يضم قبل تدميره من قبل الاحتلال العديد من الأقسام التي يتم فيها عرض الآثار التي تعود للعديد من الحقب التاريخية من بينها الفرعونية والرومانية والبيزنطية، بالإضافة إلى العصور الإسلامية والعثمانية والحديثة.
أشار فداء أبو عليان إلى أنهم اقتنوا الآثار من خلال إما التنقيب والجمع أو الشراء، موضحا :"نظرا إلى المنطقة هي زراعية، كان بعض المزارعين يعثرون عليها أثناء عملهم بأراضيهم، فيما نقوم بشرائها منهم ونحفظها في متحفنا بهدف تأكيد أحقيتنا في هذه الأرض، وكنا نشتريها بمبالغ تتجاوز ما بين المائة إلى الألفين دولار، أما الآن فتتجاوز قيمة كل ما نقتنيه ملايين الدولارات وذلك وفقا لتقييمات بعض الأجانب الذين يزوروننا".
[caption id="attachment_49550" align="aligncenter" width="600" class=" "]
قطع أثرية رومانية ومن العهد العثماني[/caption] وبيّن أن القطع الأثرية التي سرقها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه الأخيرة على القطاع سيتم عرضها في متاحفهم قريبا على أنها له كما سرق الكثير من الآثار ونسبها له، وفق قوله.
ولم تكتفِ عائلة أبو عليان بجمع القطع الأثرية التي تعود للعصور قديمة فحسب، بل اقتنت أيضا المئات من الأجيال الأولى من الكاميرات التليفزيونية والفوتوغرافية، ناهيك عن العديد من أجهزة الراديو والتلفزيونية القديمة.
http://youtu.be/5zWRnnMe9Yg


