شبكة قدس الإخبارية

رسام من غزة يحول قذائف الموت الإسرائيلية إلى مناظر جميلة

هيئة التحرير

لؤي حمدان-خاص: تستسلم أدوات الموت بين يديه وبأنامل لم تمنعها الحرب عن الإبداع يزين حسام الضابوس (33 عاماً)، بقايا قذائف المدفعية والهاون الإسرائيلية، والتي كانت تنهمر على المدنيين بمخيم جباليا شمالي القطاع أثناء الحرب الأخيرة على غزة، ليحولها الى مزهريات يزين بها غرفة الضيافة خاصته.

يقول حسام: "أردت أن أجعل من قذيفة النار والموت مزهرية!. أزين بها منزلي وأمنع الخوف عن أطفالي عندما شاهدوا بقاياها التي لم تنفجر، واُرسل رسالة تحدي الى الاحتلال".

[caption id="attachment_49383" align="alignleft" width="400"]حسام رسام يحول قذائف الموت الإسرائيلية إلى مزهريات حسام رسام يحول قذائف الموت الإسرائيلية إلى مزهريات[/caption]

عملية التحويل

بدأت الفكرة عندما لاحظ حسام خوف الأطفال من بقايا إحدى القذائف التي سقط قريبة من بيته، ليأخذها ويحولها الى تحفة فنية ويصبغها بألوان زاهية ويرسم على هيكلها أشكالا تنبض بالحياة.

أغصان شجرة الزيتون رمز السلام والثبات الفلسطيني، كما يقول: بخلفية "النور والنار، هكذا أردت ان اجعل من القذيفة".

ومن على سطح منزله وسط المخيم والذي بدى وكأنه مشغلا صغيرا ومتواضعا، يمسك حسام بفرشاة الرسم وعلبة "بوية" دهان، ليطلي بقايا القذائف وينتظر إلى أن يثبت اللون، لتبدأ بعدها يداه في تزيين وصقل القذائف. يقول: "الإسرائيليون بدهم يرعبوا أطفالنا لما جابوا المستوطنين ليكتبوا على قذائفهم –الموت للعرب- ونحنا استلمنا رسالة الموت وعكسناها، لنحولها لمزهريات جميلة في بيوتنا ".

ويواجه حسام صعوبات جمة وهو يحاول الحصول على بقايا القذائف من بين الركام وبقيا البيوت المدمرة في الأحياء التي تعرضت للقصف الاسرائيلي والاجتياح. ويساعده في جمع بعضها اصدقاءه والذين أبدوا استغرابهم في البدء لكن عندما رأوا نتيجة عمله جلبوا اليه بعضها ليزينها.

وجمع الشاب الفلسطيني خمسة قطع من القذائف المدفعية الفارغة، والتي لا تحمل أي مواد خطرة، إضافة لعدد من بقايا قطع وفوارغ قذائف الهاون، وعمل على تحويرها والرسم عليها، ليحتفظ ببعضها ويهدي الأخرى لأصدقائه وأقاربه.

صمود وتحدي

[caption id="attachment_49384" align="alignleft" width="400"]أطفاله كانوا يخافون مشاهدتها ملقاة في الشوارع فقرر أن يرسم عيها لطمأنة أطفاله أطفاله كانوا يخافون مشاهدتها ملقاة في الشوارع فقرر أن يرسم عيها لطمأنة أطفاله[/caption]

وحملت القذائف ومخلفات الاحتلال مجموعة من الرسوم والالوان الزاهية والتي تعبر عن صمود وتحدي الاحتلال كأغصان الزيتون، وحمامة السلام، والشمس، والغيوم، وهي دلالة على الحق الفلسطيني ورفض للوحشية الإسرائيلية، إضافة لرغبة الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

حسام والذي استبدل الزخرفة والنقش على الملابس –عمله السابق- للزخرفة على القذائف المدفعية والهاون ماض في عمله كما يقول ليزين منزله ومنازل جميع أصدقائه، فلا شيء يخيف الاحتلال أكثر من الجمال والابتسامة.