شبكة قدس الإخبارية

أول عرس فلسطيني في المسجد الإبراهيمي في الخليل منذ احتلالها

هيئة التحرير

لأول مرة منذ عام 1967 تمكن الفلسطينيون من إعادة إحياء الطقوس الاجتماعية داخل المسجد الإبراهيمي، بعد أن طمست الإجراءات العسكرية غالبية طقوسه التي كان يعيشها قبل الاحتلال.

وتمكن أهالي مدينة الخليل، والبلدة القديمة من كسر قواعد فرضها الاحتلال على مدار سنوات سيطرته عليها وعلى الابراهيمي الشريف، بعد أن غيَّب عنها طقوس الأفراح والأتراح المتوارثة عن الأجداد داخل باحاته وساحاته، وأعادوا إلى الذاكرة الفلسطينية طقوس "زفة العريس" التي كانت معروفة بشكل كبير قبل أن تطأ أقدام أول جندي محتل أزقة المدينة.

[caption id="attachment_49294" align="alignleft" width="225"]أبناء الشيوخي أول عريسين يزفان من داخل المسجد الإبراهيمي منذ عام 67 أبناء الشيوخي أول عريسين يزفان من داخل المسجد الإبراهيمي منذ عام 67[/caption]

شريف وكرم الشيوخي اول عريسين بالإبراهيمي

شريف وكرم الشيوخي، هُما أول عريسين من مدينة الخليل اختار والدهما أن تكون ليلة زفافهما بالطقوس الدينية والاجتماعية القديمة، بغية كسر القيود التي يضعها الاحتلال على مداخل المسجد الإبراهيمي، وفي مواجهة برامج التقسيم والتهويد التي يمارسها المحتل بحق المدينة والمسجد.

ويقول والد العريسين المهندس عزمي الشيوخي: بعد أن قام الاحتلال بتحويل البلدة القديمة والمسجد إلى ثكنة عسكرية، أردنا أن نوصل رسالة بأن القانون الدولي يكفل للفلسطينيين حرية العبادة والحركة وحرية اقامة كافة الطقوس الدينية والوطنية والاجتماعية داخل المسجد، كونه ملكاً خاصاً للمسلمين.

ويضيف الشيوخي "قررنا أن تكون زفة أبنائي من داخل الإبراهيمي، لإحياء الذاكرة الفلسطينية التي يحاول الاحتلال شطبها منذ قدومه إلى المدينة، كذلك لنثبت للجميع أنه من حق أهالي الخليل أن يتجولوا في البلدة القديمة وفي داخل المسجد وفي باحاته وساحاته ومحيطه بما يكفله القانون الدولي لشعبنا الذي يرزح تحت نير تحت الاحتلال ، إضافة إلى الحفاظ على العادات الفلسطينية المتوارثة عن الأجداد منذ آلاف السنين مع بداية بنائه".

ففي سابقة احتفالية جديدة لم يشهدها أهالي الخليل منذ عام 67 احتفل يوم الجمعة بزفاف الشاب شريف نجل المهندس عزمي اسماعيل الشيوخي على صاحبة الصون الآنسة هديل أحمد البطاط، وقد انطلق موكب زفاف العريس شريف من أمام المسجد الابراهيمي بعد أن ادى الجميع صلاة عصر الجمعة مخترقاً موكب العريس شوارع المنطقة الجنوبية والبلدة القديمة.

وقد تم يوم السبت ايضا زفاف شقيقه كرم عزمي الشيوخي على الآنسة هالة فايز عيسى البطاط، حيث انطلق موكب الزفاف من أمام المسجد الابراهيمي بعد أداء العريس وذويه وأصدقاء العائلة صلاة عصر السبت في المسجد.

وأضاف الشيوخي أنه تزامنت زفة العريس كرم مع تواجد عشرات المستوطنين داخل أزقة وشوارع البلدة القديمة الذين يتجولون في احياء البلدة القديمة كل يوم سبت ليعيثوا بها الفساد وليعتدوا على سكانها.

وكان المستوطنون يتجولون برفقة عدد كبير من جنود وشرطة الاحتلال، واعترضوا اكثر من مرة طريق مسيرة الفرح وزفت العريس التي جابت الشوارع مخترقةً كافة أزقة وحارات البلدة القديمة، على الرغم من استنجاد المستوطنين بجيش الاحتلال.

مراسم حمام العريسين تحت شجرة زيتون

وجرت مراسم حماس العريسين مع تعالي صوت الزغاريد والاهازيج الشعبية والفلكلورية وفق التراث الشعبي الفلسطيني المتوارث عن الاجداد وتمت الحلاقة للعريسين على بوابات الابراهيمي الحديدية قبل انطلاق الزفةوذالك بسبب حظر ادخال الالات الحادة ومقصات الحلاقة الى المسجد من قبل الاحتلال".

وقد شارك الى جانب العريسين ووالدهما في مراسم الزفة للعريسين اللواء محمد امين الجعبري رئيس الهيئة الاهلية لدعم البلدة القديمة والشيخ نبيل صلاح المدير العام في وزارة الداخلية الفلسطينية وعدد من رجال الدين وممثلي الفعاليات الرسمية والوطنية والشعبية الاهلية وعدد كبير من رجالات وشباب عائلة الشيوخي والحساسنه والهدمي والحسيني واصدقاء العائلة.

[caption id="attachment_49295" align="alignleft" width="225"]عقد القران داخل المسجد هي إحدى الطقوس الاجتماعية الخاصة بأهل الخليل والتي انقطعت منذ احتلال المدينة عام 67 عقد القران داخل المسجد هي إحدى الطقوس الاجتماعية الخاصة بأهل الخليل والتي انقطعت منذ احتلال المدينة عام 67[/caption]

وقد جرى حمام العريسين تحت شجرة زيتون معمره أمام منزل والدهما لما ترمز له شجرة الزيتون من معاني تاكد ارتباط الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه وجذوره الضاربة في أعماق الارض الفلسطينية وتمسكه بكل ذرة تراب من تراب الخليل والقدس وفلسطين.

وأوضح الشيوخي ان جيش الاحتلال قد احتجز عدد كبير من المشاركين بالزفة خلف البوابات الالكترونية قبل وصولهم للحرم ولم يسمح بدخول الحرم للصلاة فيه في الوقت الذي نجح العشرات من المشاركين والعريسين ووالدهما بالوصول الى ساحات الحرم الابراهيمي وساروا بزفة رمزية في ساحات الحرم وامام بواباته وبعدها جاب جميع المشاركين شوارع وأزقة البلدة القديمة وفي مقدمتهم العريسيسن ووالدهما وفرقة طيبة للفنون الشعبية جميع حارات وأزقة البلدة القديمة.

وقد لاقت هذه الخطوة التي قام بها والد العريسين كل التأييد والمحبة والاحترام من أهالي محافظة الخليل بشكل خاص ومن الفلسطينيين بشكل عام مؤكدين للعالم أجمع بأن الحرم الابراهيمي هو مسجد فلسطيني وعربي و اسلامي خاص للمسلمين ولا يحق لأي جهة أخرى التدخل في شؤونه سوى المسلمين والذي يعتبر هذا المسجد هو العنوان الرئيس لمحافظة الخليل.

يذكر أن أي زفاف لأي شاب يتم زواجه كان ينطلق سابقاً من الحرم الابراهيمي الشريف بعد صلاة العشاء الا أن هذه الظاهرة قد انقطعت بسبب احتلال الضفة عام 1967.