شبكة قدس الإخبارية

حادثة الغرق الجماعي في عرض المتوسط.. التداعيات والمصير؟؟

هيئة التحرير

ما أن توقفت آلة القتل الإسرائيلية عن سفك دماء أهالي قطاع غزة، حتى لاحقتهم مراكب الموت في عرض البحر المتوسط، لتوقع الشعرات غرقا مفقودين أو ناجين في جزر ودول أروبية مختلفة.

وكانت قضية غرق المهاجرين مأساة جديدة، فتحت الباب واسعا أمام تساؤلات أهاليهم عن مصير ذويهم مطالبات بكشف المجرمين اللذين تعمدوا إغراق المركب.

الأمر الذي دفع العشرات من أهالي المفقودين على متن السفينة التظاهر اليوم الأحد، في قطاع غزة للضغط على الجهات المختصة بسرعة الكشف عن مصير أبنائهم المفقودين.

وقال الناطق بإسم الأهالي في كلمة ألقاها في المظاهرة: "إن أكثر من 400 مفقود في عرض البحر ولم يتحدث الينا أي مسؤول بخصوصهم، مؤكدا ان الايام تمر وفرص العثور على ناجين تصبح أصعب".

فتح تتهم الحكومة بالتقصير

واتهم عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح أشرف جمعة، الحكومة الفلسطينية بالتقصير في متابعة مأساة غرق مئات الفلسطينيين في البحر، في طريقهم للهجرة لأوروبا، مؤكدا أن "حادثة الغرق لها ما يزيد عن 10 أيام، وحتي هذه اللحظة لم نلمس أي تحرك رسمي لهذه الحكومة تجاه تلك الفاجعة الأليمة، بل إن هناك تقصيرا واضحا وفاضحا أمام هذه المأساة".

وطالب جمعة خلال مشاركته أهالي المفقودين في الاعتصام،  بتشكيل خلية أزمة لمتابعة حادثة الغرق المأساوي، تتحمل الحكومة مسؤوليتهم أمام القانون الدولي والإنساني مسؤولية مباشرة، للبحث عنهم لمعرفة مصيرهم وتقديم المساعدة لهم ولذويهم.

وبدوره قال رئيس لجنة الصليب الأحمر في قطاع غزة "بيتر ماوير"، "نشعر بالأسى لما حصل، وقمنا فور معرفتنا بالحادثة بالتواصل مع مكاتب الصليب الأحمر في كل المناطق حول الحادثة، ونضغط بكل جد على المسئولين في الجهات المختصة لكشف مصير المفقودين والعمل على انتشال جثثهم أو انقاذ من بقي منهم على قيد الحياة".

وذكرت "المنظمة الدولية للهجرة" في تصريحات سابقة،  أن عدد الأطفال ممن كانوا على المركب يتراوح بين 50 و100 طفل، وقالت "إن معظم الذين قضوا في هذا المركب من الفلسطينيين كانوا موضوعين في أسفله، إذ يصل عدد من جلس هناك حوالى 300 شخص".

ووصفت المنظمة الدولية للهجرة الحادثة "بأكبر عملية إغراق خلال الأعوام الماضية، فهذه ليست حادثة، إنما قتلٌ جماعي في جريمة نفّذها مجرمون لا يحترمون حياة البشر".

وأكد السفير الفلسطيني في اليونان، مروان الطوباسي، ما نشر اليوم من أن مركب المهاجرين أغرق عمدا من قبل مجموعة كانت تتحدث العربية باللهجة المصرية.

ومن جهته أعتبر مجلس الإفتاء الأعلى "هجرة الفلسطينيين من وطنهم إلى المجهول جريمة نكراء ففلسطين تشد الرحال إليها ولا يهاجر منها".

حماس تحمل الاحتلال المسؤولية

وأكد الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة  حماس في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم الأحد، في  قطاع غزة، "أن فلسطين أرض رباط مقدسة مبارك فيها ، والهجرة منها خطيئة كبرى".

وقالت حركة حماس قي بيان صحفي صباح اليوم الأحد "إن السبب الحقيقي وراء الهجرة هو الاحتلال الإسرائيلي البغيض الذي يعتدي على أرواح الشعب الفلسطيني وبيوته وأمواله من أجل دفعه إلى تفريغ الأرض لتخلو لقطعان مستوطنيه في ما يعرف في الفكر الاحتلالي سياسة (الترانسفير)، ولذا فإن الكل الوطني والعربي والإنساني مطالب بوضع حدٍ لهذه السياسة".

وأضافت الحركة أن "كل من يساهم في حصار غزة، ويشجع الاحتلال على هذا الحصار، هو مسؤول عن جريمة الموت غرقاً لعشرات المهاجرين هروباً من الحصار ومطلوب الآن وبأسرع وقت رفع الحصار وإعادة الإعمار".

معظم المهاجرين خرجوا بطرق شرعية من غزة

من جهته كشف وكيل وزارة الإعلام في غزة إيهاب الغصين، أن غالبية الذين كانوا على متن السفن التي غرقت في عرض البحر كانوا يقيمون خارج قطاع غزة أو غادروا القطاع بطرق رسمية عبر معبر رفح البري.

وأعرب الغصين خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس السبت عن أسفه لتهويل وتضخيم خروج بعض الأهالي من قطاع غزة، وما أطلق عليه "الهجرة غير الشرعية"، معتبرا ذلك بانه منافٍ لوقائع الأمور.

وقال: "إنه وبعد التدقيق في الأعداد والإحصائيات بخصوص المغادرين لقطاع غزة خلال الفترة الماضية بهدف الهجرة نستطيع القول إن ما يحدث لا يعتبر ظاهرة، ولكنه في ذات الوقت أمر مهم يحتاج لمتابعة مستمرة".

وأضاف: "تبين بعد الفحص لأسماء من وصلوا لدول خارجية بطرق غير شرعية أن معظمهم غادروا قطاع غزة بطرق رسمية عبر معبر رفح، وأن عددا كبيرا من هؤلاء المهاجرين كانوا يعيشون خارج القطاع وخاصة في جهورية مصر العربية منذ عدة سنوات".

وكشف الغصين أن عددا قليلا من هؤلاء الأهالي ممن قاموا بمغادرة قطاع غزة بطرق غير رسمية كانت عبر بعض الأنفاق التي تم حفرها خلال الأشهر الماضية رغم الإغلاق الكامل للأنفاق من الجانب المصري، حيث تم كشفها خلال الأسابيع الماضية من قبل الأجهزة الأمنية وإغلاقها وتوقيف أصحابها وتم تقديمهم للجهات المختصة.

وقال: "إننا نتحدث عن شعب لم يترك وطنه في ظل أكبر الحروب مقارنة بدول أخرى هاجرت بالملايين، بل إن الكثيرين من أبناء عادوا وقت العدوان ليؤكدوا تمسكهم بأرضهم في أصعب الظروف".

وأضاف: "نأسف لتلك التصريحات التي خرجت من بعض الجهات والتي حاولت استغلال هذه القضية في المزايدات لأهداف سياسية بدلا من التكاتف والعمل على إيجاد حلول للتخفيف من معاناة شعبنا وشبابنا".

وشدد على أن استمرار الحصار المطبق على قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أعوام واشتداد الحصار خلال العامين الماضيين، هو سبب رئيسي في تردي الأوضاع الاقتصادية وازدياد البطالة في قطاع غزة، وهو ما يتحمله الاحتلال وحلفاؤه بشكل مباشر.

وحمل الغصين المجتمع الدولي مسئولية الصمت حتى هذه اللحظة على استمرار الحصار على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وعدم محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المستمرة ومخالفتهم لكافة القوانين الدولية.

واعتبر أنّ فتح معبر رفح بشكل كامل أمام الأفراد والبضائع من شأنه أن يسهل حياة أبناء الشعب الفلسطيني ويعزز صمودهم ويفتح لهم آفاق العمل والتطوير والبناء في مجتمعهم.