شبكة قدس الإخبارية

وفاء لغزة.. فلسطينيو48 يتحركون سياسيا ويقاطعون منتجات الاحتلال

هيئة التحرير

تعتبر الحرب الأخيرة في قطاع غزة بمثابة "القشة التي قسمت ظهر البعير"، بالنسبة لفلسطينيي48 في الداخل الفلسطيني المحتل، حيث بلغت حركة الاحتجاج والغضب، بالطرق السياسية والاقتصادية والجماهيرية ذروتها.

وتمخض عن هذه المواجهة انسحاب حوالي 80% من المتسوقين العرب من المحال التجارية الإسرائيلية، ضمن المقاطعة الاقتصادية تضامناً مع أهالي قطاع غزة.

وقابلت أجهزة الاحتلال الأمنية حركة الاحتجاج بالقمع والترهيب ضد المتظاهرين العرب في ساحات الداخل الفلسطيني المحتل، بينما لم يسلم أعضاء الكنيست العرب والقيادات الفلسطينية من الاعتداء، الأمر الذي دفع فلسطينيي الداخل لمقاطعة اقتصادية شاملة.

الخبير في الشئون الإسرائيلية والمحلل السياسي في الداخل "انطون شلحت"، صرح لوكالات إخبارية حول التوتر في الداخل الفلسطيني قائلا "إن التوتر الذي شهدته العلاقات بين العرب واليهود،  خلال العدوان لن تتحسن مع انتهائه، خاصة وأنها سبق وأن توترت في حروب إسرائيلية سابقة".

ويرى شلحت، أن هذا التوتر بالعلاقات بين الجانبين نتيجة تراكم الأحداث منذ عام 2000 بعد انطلاق الانتفاضة الثانية وقيام الداخل بهبة أكتوبر في ذلك العام.

وتبلغ نسبة الفقر بين فلسطينيي الداخل 50%، بينما يصل عددهم إلى 1،4 مليون شخص يشكلون 20 % من سكان أراضي الـ48 المحتلة، وهم ينحدرون من نحو 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم بعد النكبة عام 1948.

وتحدث شلحت عن سياسة الاحتلال العنصرية تجاه فلسطينيي الداخل من قمع سياسي على أساس قومي، مؤكدا أن دولة الاحتلال ترفع شعار "ترانسفير" الذي يدعو لنقل كافة سكان المثلث في المستقبل القريب إلى المناطق التي ستكون تحت سيطرة الدولة الفلسطينية المستقبلية.

وشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة دافعًا قويًا لدى الفلسطينيين في الداخل للثورة على هذه السياسة التي يعانون منها منذ سنوات طويل.

وبالتزامن مع حرب غزة، شنت دولة الاحتلال حملة اعتقالات واسعة على أهالي 48، وضيقت إجراءاتها التعسفية ضد النواب العرب، بالإضافة لدعوات المقاطعة الاقتصادية للمحال التجارية العربية في الداخل.

وعزا شلحت سبب حملات الاحتلال ضد أهالي الداخل بالتوازي مع حرب غزة إلى سعي الاحتلال لتحقيق كي الوعي لدى هؤلاء الفلسطينيين الذي أرادت من خلاله أن تدخل في وعيهم أنها لا يمكن أن تُهزم ولن تقدم لهم التنازلات التي تعتبر مستحقة لتسوية الصراع.

ولكن فلسطينيي الداخل-كما يقول شلحت- لم يضعفوا أمام الاستجابة اليهودية لدعوة وزير خارجية دولة الاحتلال "أفديغور ليبرمان" بمقاطعة محالهم التجارية واستطاعوا إنعاش أسواق بلداتهم وأحيائهم.

ويؤكد عضو لجنة الدفاع عن الأرض والمسكن في الداخل أحمد ملحم أنه ونتيجة لدعوة "ليبرمان" هذه خسر الفلسطينيون ألف متسوق يهودي لكنهم كسبوا عودة 5 ألاف متسوق عربي لبلداتهم وأسواقها.