أحسد الفنان الأردني عمر العبداللات، لأن أغانيه هي الشيء الوحيد الذي برسم البسمة والفرحة على شفاه الطفلة حنان أبو عيدة (3 أعوام) وهي إحدى المصابين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع الذين وصلوا للعلاج بمدينة القدس المحتلة.

تقول أمها إلهام أبو عيدة: "إنه مهما كانت ظروف حنان سواء كانت تبكي، أو كانت في شدة ألمها وزعلها بمجرد سماعها أغنية "درّج يا غزالي" للمغني الأردني عمر العبداللات تبتسم وتطير من الفرحة فورا".

في اليوم الثاني من أيام عيد الفطر المبارك 29 تموز الماضي وكما تفعل كل يوم منذ بداية الحرب على غزة، جمعت إلهام من جباليا أولادها؛ (عمر، حنان وجود ) بالصالون لانه في اعتقادها أنه أكثر أمنا من أماكن البيت، وكانت تضعهم في أجواء خاصة لكي لا يشعرو بالخوف، فقد نقلت كل ألعابهم إلى الصالون، وتضع لهم محطة "براعم" للأطفال، ومع كل قذيفة كانت تنزل على منازل الأهالي المجاورة في جباليا ويهتز البيت فيهم، كانت إلهام تحضنهم وتقول لهم "هاي لعبة اسمها رقصة البيت".

الساعة 4:15 عصرا في ذلك اليوم المشؤوم، لم ترد قذائف الاحتلال أن تستمر هذه اللعبة وعزمت على تخربها، فصبت جام غضبها على الأطفال وأمهم، فقد أصيبت إلهام بكسر في عمودها الفقري، وأصيبت بعدة شظايا برأسها وباقي أنحاء جسدها، حنان صاحبة الابتسامة الملائكية، تكاد لا ترى جزء من جسدها إلا وتلحظ فيه شظية او حروق بالغة، وأصيب الوالد بجروح طفيفة ونجا بأعجوبة من القصف، في حين أصيب عمر بجراح متوسطة، أما جود ابنة الشهور الخمسة فقد استشهدت.

في يوم 31 من تموز الماضي تم نقل حنان للعلاج في مدينة القدس المحتلة، وبعدها بيومين تم نقل أمها إلهام إلى نفس المستشفى، وقد تم وضع كل واحدة منهن في قسم من أجل إجراء العمليات اللازمة لهن.

لج اجتمع شمل إلهام وبنتها حنان بنفس الغرفة بعد 3 أسابيع من العلاج المتواصل، ومن وقتها ومنذ ذلك الحين أصبحت حنان تعرف وتقول "إن أختها الشهيدة جود مبسوطة فوق في الجنة".

إلهام وهي موظفة حكومية حاصلة على 3 شهادات جامعية، وقد واكبت انتفاضتين و3 حروب على غزة وأم شهيدة وطفلين جريحين ومنزل مهدوم، كل هذا وعمرها لم يتعدى الثلاثين عاما، فحقا أنه شعب جبار.