شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يعوض الهزيمة في غزة بالانتقام من الأسرى

هيئة التحرير

لم تتمكن فتحية مناع من زيارة نجلها ياسر الأسير في السجون الإسرائيلية، بعد أن قررت سلطات السجون الإسرائيلية حرمان أسرى حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي من الزيارات العائلية.

وجاء هذا القرار الإسرائيلي كخطوة عقابية، منذ اتهام إسرائيل حركة حماس بالوقوف وراء عملية اختطاف ثلاثة مستوطنين ثم قتلهم بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية مطلع يونيو/حزيران الماضي.

وأمام هذا الإجراء تقف أم ياسر حائرة، فأمل اللقاء يخفت كل يوم، ولا يوجد في الأفق ما يطمئنها أو يطمئن المئات من عائلات الأسرى.

وتقول "إن اعتقال نجلها تزامن مع وجودها بالمستشفى، وخضوعها للعلاج من ورم سرطاني أقعدها نحو شهر، وتضيف "بتّ قلقة جدا على وضعي الصحي وآمل رؤيته في أقرب فرصة".

وتشير أم ياسر إلى أنها حصلت في مايو/أيار الماضي على التصاريح اللازمة لزيارة ابنها من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قبل أن تعود اللجنة وتخبرها بالمنع بناء على أوامر الاحتلال.

حكم بالسجن

وبدت معاناة خالد مناع -والد ياسر- أكبر، في ظل منعه من زيارة نجله بشكل دائم. ويقول إنه بالكاد تمكن من رؤيته خلال عرضه على المحكمة التي قررت قبل عشرين يوما سجنه 18 شهرا.

ويعتقل الاحتلال الإسرائيلي ياسر منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول 2013، للمرة الثالثة على التوالي بتهمة الانتماء لحماس، ويقضي حكما بالسجن سنة ونصف السنة لتصل مدد اعتقاله لثلاثة أعوام، حرم بموجبها من التخرج من الجامعة.

كما يواصل الاحتلال منع القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان -الذي اعتقل للمرة العاشرة- من استقبال ذويه في السجن.

وقالت زوجته رنده موسى إن المسألة لم تقف عند حرمانه من الزيارات العائلية بل وصلت لمنع إدخال المصروف الشخصي له، وعدم السماح له بمقابلة محاميه.

يشار إلى أن الاحتلال دأب على معاقبة أسرى فصائل ومدن معينة، كما يمنع أسرى قطاع غزة من استقبال ذويهم منذ سبع سنوات.

ووفق الناشطة الحقوقية في مركز أسرى فلسطين للدراسات أماني حجازي فإن هذه الإجراءات تعتبر عقابا جماعيا.

وقالت حجازي للجزيرة نت إن إسرائيل تمنع أسرى حماس والجهاد تحديدا من زيارة عائلاتهم، منذ خوضهم إضرابا مفتوحا عن الطعام في أبريل/نيسان الماضي، "كما عاقبت كل من تضامن معهم من الأسرى".

وتشير حجازي إلى أن هذا العقاب تجاوز منع الزيارات العائلية إلى حرمان الأسرى من مشاهدة التلفاز والخروج للفسحة وشراء الغذاء ومستلزمات التنظيف والسجائر والملابس وإدخال الكتب والصحف وغير ذلك".

فشل وانتقام

أما رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس فيرى أن الاحتلال قام بهذا العمل انتقاما من الأسرى وعقابا لهم على ذنب لم يرتكبوه، ونتيجة لحدث خارجي لا شأن لهم به.

ويشير إلى أن إسرائيل عاقبت الأسرى، وانتهكت حقوقهم نتيجة فشلها في الحرب على غزة، وأنها تحاول أن يكون هذا "العقاب الجماعي" وسيلة ردع لهم ولفصائلهم.

وأكد للجزيرة نت في الوقت ذاته وحدة الأسرى من مختلف الفصائل، وعدم قدرة الاحتلال على شق صفهم بهذه الإجراءات.

وحذّر فارس من انتشار الأمراض بين الأسرى نتيجة عدم تمكنهم من شراء الأغذية الضرورية والمكملة لوجبات السجن ومواد التنظيف.

وقال إن استمرار منع الزيارات العائلية ومعاقبة الأسرى بعد انتهاء الحرب قد يؤدي إلى خلق ثورة وانفجار داخل السجون.

الجزيرة نت/ عاطف دغلس