شبكة قدس الإخبارية

معد الورقة المصرية الأخيرة لا يرغب في التهدئة بغزة؟؟

هيئة التحرير

ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية بأن الوسيط المصري قد قدم اقتراحا لا يختلف كثيرا في جوهره عن المقترح الأول اليوم لوفدي نالفلسطيني والإسرائيلي في مفاوضات وقف إطلاق النار بين الطرفين المنعقدة في القاهرة.

وأشارت الوكالة إلى أن الاقتراح الجديد ينص على التوصل لتهدئة مستمرة، ومن ثم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم بعد شهر، وبحسب "الفرنسية" فإن المفاوضات التي ستجري بعد شهر سيتم تناول الميناء والمطار إضافة إلى إعادة جثث الجنود، وهو ما توافق عليه "إسرائيل" على أن يتم مناقشة تلك القضايا بعد شهر.

ولفتت وكالة الأنباء إلى أن المقترح المصري الجديد لا يتطرق إلى رفع الحصار عن قطاع غزة، وإنما فتح للمعابر.

هذه البنود القديمة المتكررة لا تختلف عن البنود التي طرحت في الورقة الاولى، إنما تختلف فقط في وقف إطلاق النار لشهر كامل، ومن بعده تبدأ المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين.

المحلل السياسي في القناة العاشرة العبرية "رفيف دروكر" قال اليوم في مقابلة مع القناة "إن من أعد المبادرة المصرية الأخيرة لا يرغب في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في غزة"، مشيرا إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليس معنيا بنهاية المعركة في قطاع غزة، كما أنه لا يهتم سواء تم تجديدها أو وقفها.

وأوضح المحلل بأن السيسي والوسيط المصري يحاولان إحباط محاولات حماس تحقيق أي انجازات، كما أن مصر تتعامل مع حركة حماس بقسوة وتتمسك بشروطها.

وحول تهديدات قادة حماس وذراعها العسكري حول الدخول في حرب استنزاف طويلة أشار المحلل إلى أن موقف وزير الجيش "موشيه يعالون" يتمثل بعدم قبول الاتفاق والتعايش مع حرب استنزاف "لأن "إسرائيل" ستصمد فيها، في الوقت الذي ستنفذ فيها ذخيرة حماس"، حسب زعمه.

وتابع "دروكر":  "إذا قامت إسرائيل بتعديل المبادرة فلن تقبلها حماس، أما إذا ما تمسكت بها إسرائيل فإن حماس سترفضها، وهو ما تسعى إليه الإدارة المصرية الجديد".

من جهته قال المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" العبرية "تسفي برئيل": "إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتوقع عدم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس في الأيام القريبة، وحتى لو حدثت معجزة وتوصل الطرفان إلى اتفاق فان من المشكوك فيه أنه يريد أن يوقر التوقيع على الاتفاق بحضرته". وأضاف "برئيل"، "التفاوض مع الفصائل الفلسطينية التي بقيت في القاهرة – بعد أن غادر الوفد الإسرائيلي – يديره رئيس الاستخبارات المصرية، محمد فريد التهامي، ومعه توجيهات دقيقة تُبين إلى أي مدى تكون دولته مستعدة للتنازل، إن مدى التنازلات المصرية ضيق وضاغط، فالقاهرة غير مستعدة للتباحث في فتح معبر رفح باعتباره جزءا من التفاوض مع "إسرائيل"، وهي ترفض دعوى أن إغلاق هذا المعبر جزء من الحصار".

مصر تهدف من كل هذه البنود حسب مراقبين إلى خلق حالة مع الثورة داخل قطاع غزة على حماس من قبل الناس التي أصبحت تميل إلى الهدوء، حسب اعتقادها، وإذا ما جددت حماس إطلاق النار فستثور عليها لأنها ترغب في استمرار هذا الهدوء.

وفي نفس الوقت فإن معد هذه الورقة المقترحة والتي جوبهت برفض إسرائيلي رسمي ومعلوم مسبقا، يرغب في استمرار تشدد الجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بشروطه لقبول وقفا لإطلاق النار، وهو في المجمل ما سيؤدي بـ"إسرائيل" إلى التحرك من طرف واحد، لسلب المقاومة في غزة شعورها بالنصر".