كتب المحلل السياسي لحصيفة "هآرتس" العبري "يوسي فيرطر" أن رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" يبحث عن مخرج في ظل الانتقادات الحادة التي يواجهها من يمينه لتوسيع الحرب على قطاع غزة، أو يضطر لوقف إطلاق النار في ظل الضغوط الدولية المتصاعدة بما يتيح لحركة حماس إعلان الانتصار.
وأضاف أنه "من غير المبالغ فيه أن الإسرائيليين انتظروا، يوم أمس، تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، ووزير الجيش موشي يعالون، ورئيس أركان الجيش بني غنتس".
وقال "إن الحدث، الذي عرف على أنه "مؤتمر صحفي"، كان الأشد حسما منذ بداية الحرب، بيد أن تصريحات نتانياهو ويعالون وغنتيس القصيرة لم تأت بجديد، وأن الحديث عن الشعراات ذاتها التي تآكلت، وتلك التصريحات العامة حول المناعة والتقارب، وعائلات قلقة، ونفس أهداف الحملة العسكرية الضبابية التي يمكن تفسيرها على أكثر من وجه، ونفس التعب المتراكم والأعين المنفوخة، ونفس تعابير الوجه الشاحبة لمن فشل مرة أخرى في إيجاد حلول للخروج".
وأضاف "من المؤكد سنعرف اليوم فقط أن المؤتمر الصحفي المنزوع الأهمية والأخبار والأسئلة، لم يكون سوى عملية تضليل كبيرة، أو أن القيادة ليس لديها ما تقوله، واختاروا ألا يقولوه في أوج ساعات المشاهدة".
وتابع أن قادة المواجهات العسكرية مع حركة حماس (نتانياهو ويعالون وغنتس) لا يزالون متمسكين بالخط الأول لهم وهو "حملة عسكرية محدودة، ليست طموحة ولا مغامرة، وليس احتلال ولا استئصالا". وأن ذلك يأتي على خلفية الضجيج المتصاعد من الجهاز السياسي"، مشيرا إلى أن الوزير "جدعون ساعار" طالب نتانياهو بوضع قضية وقف إطلاق النار على طاولة الحكومة، معبرا عن عدم ارتياحه من طريقة إدارة الأمور في المجلس الوزاري المصغر.
ويضيف أن الوزير "سيلفان شالوم" انضم إلى ساعار، وألمح إلى أن "إسرائيل استدعت الضغط الأميركي كذريعة لإنهاء القتال"، بينما اتهم الوزير "أوري أرئيل" من (البيت اليهودي) الولايات المتحدة وأوباما بأنها جلبت حماس، وسارع الوزير "يائير شمير" من (يسرائيل بيتنا) إلى وصف الحملة العسكرية بأنها تفويت فرصة عسكرية.
ويشير الكاتب إلى أن يوم أمس، الاثنين، كان أول يوم تقوم فيه وسائل الإعلام وكبار السياسيين والمسؤولين وحتى رؤساء سلطات محلية في الجنوب بتوجيه انتقادات لرئيس الحكومة الذي درس بجدية وقف إطلاق النار قبل التصعيد الذي حصل في ساعات بعد ظهر أمس. وبحسبه فإن نتانياهو في وضع لا يحسد عليه حيث "يدير عملية عسكرية مركبة وطويلة، سقط فيها قتلى كثر (53 جنديا وثلاثة مدنيين)، وفي الوقت نفسه يتلقى انتقادات من داخل حزبه.
ويخلص الكاتب إلى القول: "إن نتانياهو يواجه إما المراوحة في المكان وادعائه بمعالجة قضية الأنفاق، أو توسيع الحملة العسكرية ما يعني سقوط المزيد من القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي".
ويضيف الكاتب "أن نتانياهو لا يريد أن يبدو كمن يعمل تحت الضغوط، ولا يريد أن يخسر عالمه السياسي، وإنما، وفي الوضع الحالي حيث تتآكل الشرعية الدولية للحرب بسرعة، وتتصاعد الضغوط على إسرائيل، فإن أخطر ما تواجهه إسرائيل هو أن يضطر نتانياهو إلى إنهاء المعركة باتفاق وقف إطلاق النار غير لائق، بحيث تستطيع حركة حماس أن تعلن عن انتصار".