أثبتت الشواهد التي عايشتها بعض الحالات وكشفت عنها وسائل إعلام عبرية طبيعة المجتمع الإسرائيلي المفكك والذي يثبت يوما بعد يوما أن اختباراته وقت الأزمات ستكون نتائجها فاضحة، وحادثة إغلاق العمارات في مدينة تل أبيب في وجه من هم من غير سكانها عبرت وبشكل جلي عن هذه الطبيعة التي يتسم بها المجتمع الإسرائيلي.
فقبل يومين كشفت القناة الثانية العبرية في تقرير لها أن حراس بعض العمارات رفضوا فتح الأبواب لعدد من الأشخاص الذين كانوا يبحثون عن أماكن آمنة أثناء دوي صفارات الإنذار إيذانا بقصف المنطقة من قبل المقاومة الفلسطينية بحجة أنهم من خارج المدينة.
هذه الحادثة وغيرها، عكست إلى أي حد يمكن أن يوصل الخوف والطمع هذا المجتمع الذي تنخر به المافيات المتعاونة مع عدد من رؤوس الحكم فيه، كما ينخر به الفساد الذاتي لأفراده قبل مسؤوليه.
القناة العبرية نقلت عن عدد من هؤلاء الأشخاص الذين منعوا من دخول العمارات في تل أبيب قولهم: "عندما سمعنا دوي صفارات الإنذار في المنطقة ركضنا بدون وعي نحو العمارات القريبة، لكننا وجدنا حراس هذه الملاجئ غير موجودين على بواباتها الموصدة، ويرفضون فتحها، مما اضطرنا للاحتماء بالأشجار أو الهروب من شارع إلى شارع".
وتعلق معدة التقرير على الحادث، بالقول: "إن هذه الحادثة تكاد تتكرر كل يوم، والحجة التي يقدمها هؤلاء الحراس، ان هذه العمارات خاصة والملاجئ الموجودة فيها لا تكاد تتسع لسكان العمارة وحدهم، إضافة إلى أن المؤن المتوفرة فيها يدفع ثمنها سكان العمارة، ولا يحق لأحد مقاسمتهم فيها".
ويقول احد الحراس: "سكان العمارة يهددوننا بأننا سنفقد أعمالنا إذا ما أدخلنا سكانا من غير سكان العمارة لها أثناء سقوط الصواريخ، إننا مهددون ولا يسعنا إلا أن ننفذ اوامر السكان المالكين، حتى لا نفقد مصدر رزقنا".
وذكرت القناة أن بلدية الاحتلال في المدينة ناشدت حراس العمارات بفتح أبوابها أثناء انطلاق صفارات الإنذار وقت قصف المدينة، حيث بينت معدة التقرير أن الاستجابة لهذه الدعوات تكاد تكون معدومة، وتحجج سكان هذه العمارات بالقول "إن الضرائب التي ندفعها للبلدية كفيلة بإقامة ملاجئ لهؤلاء الناس، فلماذا لا يقيمون الملاجئ لهم".
ذكرت القناة أن هذه ليست الحادثة الأولى، ففي الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2012 وضعت بلدية "تل أبيب" حراسا على الملاجئ في منطقة غوش دان لمنع دخول اليهود من أصل إفريقي للملاجئ، وقت سقوط صواريخ الفصائل الفلسطينية على ضواحى المدينة والتي كانت تطلق من غزة".