كانت انتفاضة الأقصى وما زالت رمزا للعزة التي صنعتها أشلاء شهدائنا، بمختلف توجهاتهم وفصائلهم السياسية، فالإنتماء واحد والدم واحد. وهذه الفصائل ما زالت تتغنى بأمجاد صنعتها دماء الشهداء، ومنهم من نسي ومنهم من تاجر ومنهم من تطاول ومنهم من شتم الشهداء واعتبر جهادهم لهوا ولعبا وجهادا للنكاح.
شهداؤنا لا يلعبون يا نبض الشهداء.. يا دمكم الطاهر.. يا ريحان شبابكم.. كم مرة زغردت أمٌ لفرحكم.. كم مرة تطايرت الحلوى في شوارع مدنكم.. فرحاً بنجاحاتكم المبهرة في المحتل وآلته. كم كانت بطولاتكم نبع الصبر لأمهاتنا.. وكم كسرتم بأجسادكم صمت الحواجز.. حين تطاير الذل بفعل رصاصكم. كانت أعيننا تتركز على شاشات التلفاز لساعات؛ ليس لمتابعة كلاسيكو أو دراما تركية، لم نكن نسمع بعرب آيدول أو ذا فويس، كان أبطالنا شهداء وبوستراتنا تملأ شوارعنا تمجد الشهداء. حين كنا نصطف في طوابير على حواجز الذل... كنتم تصطفون خلف بنادقكم لتصفعون المحتل في كل صباح وفي أي بقعة من الوطن المجروح.. لترسموا ملامح الوطن من جديد مزينا بالحرية. في منع التجوال حين كانت دوريات الاحتلال ودباباته تتجول في أزقة مدنكم؛ كنتم تنصبون لها شباك الموت والقهر في أزقة تحفظونا عن ظهر قلب فقد ولدتم فيها. لأجل أجسادكم المتفجرة بني جدارهم الفاصل، محولا أن يفصل أجسادكم عن الشهادة .. عن الحرية.. عن الوطن.. ولم ينجح.. فعشقكم أزلي. المقاومة السلمية عيب بحقنا لنعلم جميعا أن بقايا المتاريس المنصوبة على الحواجز في مداخل مدننا، إنما نصبت رعبا من شهدائنا.. من مقاومتنا.. من وحدتنا.. وحين غادر الشهداء وأخذوا معهم المقاومة وماتت الوحدة حزنا عليهم، أصبحت تلك المتاريس بقايا، وأمسينا نقف لساعات أحيانا على حاجز مكون من برج وكاميرا وجندي يأمر وينهى. ننتظر متضامنين أجانب أو" أصدقاء سلام إسرائيليين " ليتظاهروا ضد هذا الحاجز. الآن .. وقد أصبحت مقاومتنا سلمية.. وبندقيتنا مشبوهة.. وشهداؤنا يلعبون ويلهون في جهادهم .. بتنا منقسمين على أنفسنا، متخاصمين على أوهام وسراب.. أرضنا تعج بالمستوطنات واقصانا يحتضر.. وأسرانا يموتون في كل لحظة، وشبابنا يرقصون رقصا معاصرا .. قد آن للشهداء أن يعودوا ليرفعوا الغشاء عن عيوننا.. http://youtu.be/dLdNeevyjfw