قال تقرير لـ "منظمة العفو الدولية - أمنستي" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، أظهرت استخفافاً واضحاً بحياة البشر من خلال إقدامها على قتل عشرات المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال، في الضفة الغربية المحتلة، خلال السنوات الثلاث الماضية، مع إفلات أفرادها شبه التام من العقاب.
ويصف التقرير المعنون "سعداء بالضغط على الزناد: استخدام إسرائيل للقوة المفرطة في الضفة الغربية"، تصاعد إراقة الدماء وانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة "جراء استخدام القوات الإسرائيلية للقوة غير الضرورية والتعسفية والوحشية بحق الفلسطينيين منذ كانون
وأضاف التقرير، الذي صدر اليوم الخميس (27|2) "، أن جميع الحالات التي عاينت "أمنستي" تفاصيلها، لم يظهر أن الفلسطينيين الذي قُتلوا على أيدي الجنود الإسرائيليين، خلال الفترة التي يغطيها التقرير، كانوا يشكلون تهديدا مباشرا وفوريا لحياة الآخرين لحظة مقتلهم.
بل أضاف التقرير أنه "في بعض الحالات، ثمة أدلة تشير إلى أنهم كانوا ضحايا لعمليات قتل عمد قد ترقى إلى مصاف جرائم حرب".
ونقل التقرير عن فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "أمنستي" قوله إن التقرير اكتشف "مجموعة من الأدلة التي تُظهر وجود نمط مروع من عمليات القتل غير المشروع وإلحاق الإصابات بالآخرين دون داعٍ، تمارسه القوات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية".
وأشار لوثر إلى "تكرار لجوء الجنود وأفراد الشرطة الإسرائيليين إلى استخدام القوة التعسفية والمسيئة ضد المحتجين السلميين في الضفة الغربية – وما يتمتع الجناة به من إفلات من العقاب على أفعالهم – إلى أن ذلك يتم كما لو كان تنفيذا لسياسة معتمدة".
ووثقت منظمة العفو الدولية، مقتل 22 مدنيا فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة العام الماضي، قُتل 14 منهم على الأقل في سياق يرتبط بالاحتجاجات، وكان معظم الضحايا من الشباب دون سن الخامسة والعشرين، فيما كان أربعة منهم من الأطفال. وفق التقرير.
ووفق الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، فقد كان عدد قتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية على أيدي القوات الإسرائيلية في عام 2013 أكبر من إجمالي عدد الذين قُتلوا منهم في عامي 2011 و2012 معا، حيث قتل خمسة وأربعون فلسطينياً في السنوات الثلاثة الماضية. كما شملت قائمة القتلى والمصابين المحتجين السلميين والمدنيين المارة وناشطي حقوق الإنسان والصحفيين، أكثر من 8 آلاف مصاب، واشار التقرير إلى في السنوات الثلاث الأخيرة، تعرض 261 فلسطينيا، بينهم 67 طفلا، لإصابات خطيرة جرءا إصابتهم برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وطالبت "منظمة العفو الدولية" سلطات الاحتلال بأن "توعز إلى قواتها بضرورة الإحجام عن استخدام القوة المميتة، لا سيما استخدام الرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط إلا في حالات الضرورة القصوى التي تستدعي حماية الأرواح". كما أهابت المنظمة بالولايات المتحدة وباقي أعضاء المجتمع الدولي "تعليق جميع عمليات نقل الذخائر والأسلحة وغيرها من المعدات إلى إسرائيل".