أقرت الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي يوم أمس الاثنين قانونا مثيرا للجدل، يميز للمرة الأولى بين فلسطينيي الداخل المحتل المسيحيين والمسلمين.
يبدو اقتراح القانون الجديد، الذي بادر إليه عضو الكنيست "يريف ليفين"، المقرب من رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" بريئا للوهلة الأولى، لكنه يعكس رؤيا ليفين للفصل بين فلسطينيي الداخل المحتل المسيحيين والمسلمين، ولزيادة مشاركة المسيحيين في المجتمع الإسرائيلي، وفق ما قال صحيفة "هآرتس" العبرية على موقعها الإلكتروني اليوم.
ووفق الاقتراح، سيجري توسيع تركيبة اللجنة المشيرة في مفوّضية المساواة في فرص العمل، ويضم إليها، بين آخرين، ممثل من منظمة تعنى بتعزيز العمل لدى السكّان "العرب المسلمين"، ممثل من منظمة تعنى بتعزيز العمل لدى السكان "العرب المسيحيين"، ممثل عن الطائفة الدرزية، وممثل عن الشركس.
وتضيف "هآرتس" أن مفوضية المساواة في فرص العمل لم تفهم الخطوة التي بادر إليها "ليفين"، موضحة أنها تعارض القانون "الذي لا حاجة له، كما أننا غير معنيين بتمثيل مستقل للحاريديم من أصل أشكنازي (غربي) والحاريديم من أصل شرقي. والأمر الآخر هو أنه لا منظَّمات تعمل على تعزيز العمل لدى مجموعات مختلفة بين السكان العرب، بل لدى السكان العرب ككل".
[caption id="attachment_38534" align="alignleft" width="288"] "نداف" يلتقي برئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" في مقر رئاسة الوزراء/ صورة أرشيفية[/caption]وأوضحت الصحيفة أن أعضاء الكنيست العرب عارضوا القانون المميز أيضا، وقالوا "إنه يهدف إلى تقسيم المجتمع العربي وشقه أديانا ومذاهب، ونقلت عن النائب عيساوي فريج من كتلة ميرتس قوله: "نحن في وضع يريدون فيه تعريف الدولة حسب أديان، ولذلك يحاولون أن يقرروا أن هناك فرقا بين العرب المسيحيين والعرب المسلمين".
من جانبها توجهت النائب حنين زعبي إلى "ليفين" قائلة: "إذا أردت أن تنصف المسيحيين وتصحح الجور المرتكب بحقهم، أعدهم إلى إقرث وبرعم (قريتان مسيحيتان في الشمال، طرد سكانهما من أراضيهم في حرب عام 1948، لاقتراح قانونك آثار إيجابية، فهو يعزز مسألة الهوية لدى العرب، وعدائية مؤسسات الدولة وأعضاء الكنيست تجاههم".
هذا القانون هو الأخير في سلسلة قوانين واقتراحات قوانين تحاول أطراف في حكومة نتنياهو سنها من أجل عزل الطوائف المسيحية عن سائر فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948.
وكان رئيس حكومة الاحتلال قد أوعز في آب الماضي بإقامة منتدى مشترك يضم ممثلين عن الحكومة وعن ممثلي "المسيحيين" يشجع تجنيد "المسيحيين" في جيش الاحتلال والخدمة الوطنية، وصدر القرار إثر لقاءات عقدها نتنياهو مع الكاهن "جبرائيل نداف"، كاهن طائفة الروم الأرثوذكس في الناصرة والمرشد الروحي لمنتدى "تجنيد المسيحيين" في جيش الاحتلال، ناجي عبيد، رئيس المجلس الأرثوذكسي في يافة الناصرة، والملازم أول (في الاحتياط) شادي حلول، رئيس المنتدى.
ويعمل المنتدى في هذه الأيام من أجل دمج أبناء الطوائف المسيحية في قانون المساواة في العبء والاهتمام بالجوانب الإدارية والقضائية المطلوبة لهذا الغرض، حماية داعمي التجند والمتجندين من العنف والتهديدات، وزيادة تطبيق القانون ضد مثيري الشغب والمحرضين على العنف. في السنة الماضية، ارتفع بشكل ملحوظ عدد المتجندين للجيش من الطوائف المسيحية، من نحو 35 قبل عام إلى نحو 100 هذا العام، فيما يخدم نحو 500 شاب إضافي في الخدمة المدنية.
وكان تقرير قد ورد مؤخرا يفيد أن النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي، باسل غطاس، أرسل إلى البابا فرنسيس طالبا منه التعبير عن معارضته لتجند العرب المسيحيين في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يشق ذلك، حسب تعبيره، المتجندين عن الشعب الفلسطيني، ويفرض "الأسرلة".
المصدر