وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اقتراح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بموافقته على وجود قوات لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، للتأمين فى الضفة الغربية، بأنه يظهر أن الفلسطينيين يعارضون جميع أنواع الاحتلال، عدا احتلال من نوع خاص جدا.
وقالت الصحيفة، فى مقال نشرته على موقعها الإلكتروني "إن فكرة عباس القديمة الجديدة، الداعية إلى تمركز قوات "الناتو" فى الدولة الفلسطينية المستقبلية، تثير أفكارا فلسفية"، مشيرة إلى أنه "بفرض أن تلك القوات ستدافع عن الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى على حد سواء ولن تغادر في لحظات الصراع بين الجانبين، مثلما فعمت القوات الأممية التى تركت قطاع غزة في بداية حرب "الأيام الستة"، فلا يزال هناك مسألتان لا علاقة لهما بقضية الأمن، يصعب الإجابة عنهما".
وتابعت الصحيفة قائلة "أليس من الغريب جدا أنه بعد هذا المجهود الضخم الذى بذله الفلسطينيون من أجل دحر الاحتلال الإسرائيلي _حسب ادعائهم_ أن يعلن عباس استعداده لقبول عبء احتلال مختلف؟!".
وأضافت "يديعوت" أنه "بمجرد رحيل القوات الإسرائيلية، العدو اللدود للفلسطينيين، عن دولتهم الحبيبة، سيأتي جنود آخرون غير فلسطينيين ليحموا محل القوات الإسرائيلية، فسيغادر جيش أجنبى ليدخل جيش أجنبي آخر".
كما تعجبت الصحيفة مما وصفته بـ"اللامبالاة" التي اتسم بها الرد الإسرائيلي على خطة عباس المتعلقة بوجود قوات حلف شمال الأطلسي، في حين قامت الدنيا ولم تقعد حين رفض عباس الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية!!".
واستغربت الصحيفة من "أن أحدا لم يرد بصوت عال على خطر محدق باحتمال قدوم قوات أجنبية، ولم يأخذ العبرة بعد مرور ألفي عام على رحيل القائد الرومانى "تيتوس" عن القدس بعد أن دمرها"، لافتة بقولها "ونحن على وشك أن نرى الجنود الرومان هنا مرة أخرى".