كشف موقع واللا العبري ان رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" يريد السيطرة فقط على 10% من أراضي الضفة الغربية وأنه تنازل عن ما نسبته 90% منها لصالح الفلسطينين.
وقال الموقع الاسرائيلي الاخباري انه حصل على معلومات موثوقة من مصادر حكومية "أن نتنياهو طلب ضم 10 % من أراضي الضفة الغربية لاسرائيل لكن الفلسطينين وافقوا على تبادل ما نسبته 3% فقط"، موضحا ان النزاع التفاوضي ما زال قائما على هذه القضية.
وجاء على الموقع أن نتنياهو طلب من الجانب الفلسطيني التنازل عن 10% من الضفة وانه جاهز للتنازل عن ال 90% الاخرى وأن الجانب الإسرائيلي جاهز لتعوض الفلسطينين بأي شكل يردونه عن هذه النسبة لكن الجانب الفلسطيني يرفض ذلك ولا يريد التنازل سوى عن 3% فقط.
وأشار الموقع إلى أن عرض نتنياهو بتعويض الفلسطينين عن هذه النسبة ليس واضحا ايضا، مشيرا الى وجود خلافات ايضا حول شكل التعويض للفلسطينين.
وتتضمن ال 10% "غوش عتصيون ومعاليه ادوميم وجفعات زئيف وارئيل"، والمستوطنات على طول الخط الاخضر بالإضافة إلى المستوطنات القديمة، و"كارني شومرون ومعاليه شومرون".
ونقل الموفع عن مصدر أمريكي مطلع على المفاوضات قوله "إن الجانبان لم يتحدثا حتى الان عن نسب مئوية في التبادل ولكن عند جمع المواقع الاستيطانية التي تريد اسرائيل ضمها تبلغ نسبتها من 10% الى 11%"، مشيرا الى ان الصورة غير واضحة حتى الان.
وأضاف المصدر أنه "من الواضح أن كل ما تبقى، حوالي 90 ٪ من المساحة الخاصة بالضفة هناك استعداد من حيث المبدأ للتخلي عنها.
وقال المصدر "إن إسرائيل اقترحت عقد إيجار طويل الأجل لـ"بيت ايل، وعوفرا" و مستوطنات قريبة منهما، لكن دون ضمها إلى إسرائيل"، كما أكد الجانب الإسرائيلي أنه من المهم بالنسبة له أن تبقي على وجودها في الخليل.
وفقا لمسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين، هناك خلاف بين الطرفين على وضع بعض الكتل وقال "على سبيل المثال، وافق الفلسطينيين على ضم "غوش عتصيون" لإسرائيل، ولكن هناك خلاف بشأن مستوطنة "افرات و"مجدل عوز"، التي يقع شرق الطريق السريع 60، وحول معاليه أدوميم هناك خلافات أكبر حول هذه المستوطنة حيث تريد إسرائيل السيطرة أيضا على المستوطنات الصغيرة المجاورة ، وهو ما يرفضه الفلسطينيون بشدة".
ومع ذلك، فإن الفلسطينيين لا يعارضون تسوية تتضمن ضم "جفعات زئيف"، شمال القدس وضمها للمستوطنات على طول الخط الأخضر، على حد قول الموقع العبري.
وحول مستوطنة "ارئيل" شمال الضفة يعارض الفلسطينيون طلب الجانب الإسرائيلي ضمها.
وتبلغ المساحة الإجمالية التي طالبت إسرائيل بضمها في هذه الجولة زيادة على الطلبات التي تقدمت بها في الجولات السابقة من المفاوضات السياسية في عام 2000، تحت قيادة رئيس الوزراء "إيهود باراك" حيث طالبت إسرائيل ضم 8٪، في حين تناولت المفاوضات بين إيهود أولمرت ومحمود عباس في عام 2008، ضم 6.5٪ وفق الاقتراح الاسرائيلي وهو الامر الذي رفضه الفلسطينيون في حينه.
وقال الموقع "إن الفرق في هذه الطروحات السابقة والطرح الجديد لنتنياهو انها كانت في الماضي اكثر جمودا، وربما الى حد بعيد إذا ستستمر المفاوضات الحالية سوف تسقط إسرائيل أقل بكثير من عتبة 10٪ حيث تشير مجريات المفاوضات الى ان هناك ضغوطا امريكية على الجانبين اكثر من اي وقت مضى".
واشار الموقع أن جزء من صفقة التعويضات الاسرائيلية هو تقديم مساحات من الاراضي في محيط قطاع غزة بالاضافة الى فتح الممر الامن بين الضفة الغربية والقطاع لكن ما يؤخر تجاوب الفلسطينين على هذه المقترحات هو الوضع في قطاع غزة وسيطرة حماس عليه كما ان الصفقة تتضمن توسيع محافظة الخليل لتشمل اراضي من اراضي 48 .
وقال الموقع "إن الفلسطينيين الذين يرفضون نسب التبادل هذه يحظون بدعم الموقف الامريكي حيث يريد الأمريكيون أن تقدم إسرائيل عروضا أكثر سخاء من التي تقدم حاليا، مشيرة الى انهم يرفضون العروض المالية الاسرائيلية السخية لان الامر يجب ان يحظى بموافقة شعبية ودون وجود تبادل اراضي مقنع لن يحظى الفلسطينيون بالدعم الشعبي لهذه الخطوة حيث اوضح الامريكيون انهم يميلون الى تخفيض نسبة الاراضي التي تريد اسرائيل ابقاءها تحت سيطرتها".
وبحسب المصادر تميل الادارة الامريكية الى شطب مستوطنة "ارئيل" وعدم إبقاءها تحت السيادة الاسرائيلية لكن الاسرائيليين أكدوا رفضهم لذلك، مشيرين الى ان جولات المفاوضات في طابا وواقع الانتفاضتين وصعوبته لم يجبرهم على ترك "ارئيل" وبالتالي فانه لن يتروكها ايضا خلال هذه المفاوضات.
كما يعارض الامريكيون ضم المستوطنات القديمة مثل "كارنيه شمرون" و"معاليه شمرون" وغيرها من المستوطنات القديمة، لأن الامريكيين يريدون إقامة دولة فلسطينية مقنعة ومترابطة وليست ذات أراضي مفككة .
وقال موقع "والا" إن "تصريحات نتنياهو بإمكانية بقاء المستوطنين في أراضي الضفة الغربية والتي لم تعهد ولم تصدر عن نتنياهو بالسابق تشير الى انها تحول جذري وربما محاولة لجس النبض حول خطة مستقبلية لإبقاء المستوطنيين كمواطنين في الدولة الفلسطينية خصوصا وأن المبعوث الامريكي "مارتن انديك" نقل عن الرئيس الفلسطيني قوله إنه لا يعارض بقاء المستوطنين كمواطنين في الدولة الفلسطينية".
واختتم الموقع تقريره بالقول "إن المهم في القضية أن نتنياهو أبدى لأول مرة في تاريخه السياسي موافقته على التنازل عن ما نسبته 90% من أراضي الضفة الغربية وهو ما يشكل نقلة نوعية في المفاوضات الجارية".