يعد المشي عذابا وجحيما بالنسبة للأشخاص المصابين بآلام الكعب، وقد وفرّ العلاج التقليدي أنواعا من العلاج ذات تأثير فعّال في الحد من هذه الآلام بشكل واضح لدى أغلب المرضى، إلا أن هناك حالات قليلة تستلزم الخضوع للجراحة.
وقال اختصاصي طب العظام الألماني يورن دوله إن آلام الكعب تعد أكثر متاعب القدم شيوعا، موضحا أنها قد ترجع إلى التهاب مجموعة الأوتار المسطحة الموجودة في باطن القدم والمعروفة باسم "السِفاق"، كما ترجع إلى التهاب الأنسجة المحيطة بها الذي ينتج عن التحميل الشديد على القدم.
وأضاف دوله -وهو رئيس الجمعية الألمانية لعلاج أمراض القدم والكاحل- أن آلام الكعب قد ترجع أيضا إلى الإصابة بمسمار الكعب، وهو عبارة عن نتوء عظمية تتكون على عظمة الكعب.
وعن طرق علاج آلام الكعب، أوضح دوله أنه يمكن الخضوع لجلسات تدليك أو جلسات تحفيزية باستخدام أشعة "إكس" وكذلك لعلاج تقويم العظام، لافتا إلى أن استخدام وسادات لينة للكعب محتوية على أكياس جل أو فرش طبي له أيضا فائدة كبيرة في الحد من هذه الآلام، مع العلم بأنه لا بد من الاستغناء تماما عن ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي في هذا الوقت.
تمارين الإطالة
وأكد الطبيب دوله أن ممارسة تمارين الإطالة تعد الوسيلة المثلى للتخلص من آلام الكعب. لذلك شدد على ضرورة المواظبة على ممارستها لكل من وتر أخيل ومجموعة الأوتار المسطحة (السِفاق) بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات يوميا، إذ يعمل ذلك على الحد من الشد الذي يتسبب في التحميل على الأنسجة المصابة بالالتهاب، مما يؤدي غالبا إلى تراجع الشعور بالألم.
وأردف دوله أن فاعلية هذه التمارين تتوقف في المقام الأول على مدى التزام المريض بالمواظبة عليها، مؤكدا أن من يستمر في ممارسة هذه التمارين لمدة تتراوح بين 6 و9 أشهر تزداد فرص شفائه من آلام الكعب بنسبة تبلغ 80%. ويضرب دوله مثالا لتمارين الإطالة بسحب مقدمة القدم باتجاه عظمة قصبة الساق.
وتؤكد عضو الرابطة الألمانية للمعالجين الطبيعيين مارين شميت أن من الأفضل أيضا أن يتم الخضوع للعلاج اليدوي الذي يتم فيه تدليك ما تسمى نقاط الشد العضلي الموجودة بالقدم، مما يعمل بالطبع على الحد من الشعور بالألم.
وتؤكد المعالجة الألمانية على فاعلية الشرائط اللاصقة، إذ يمكن دعم استقرار باطن القدم عبر ربطه بشريطين إلى ثلاثة أشرطة لاصقة مرنة في وضعية التمدد.
التبريد
ويقول عضو الرابطة الألمانية لاختصاصييّ علاج القدم والعناية بها ديرك رير إن العلاج بالتبريد يمكن أن يكون مجديا أيضا في الحد من آلام الكعب، إذ عادة ما يشعر المريض بالسخونة في كعبه نتيجة الالتهاب الموجود في الأنسجة، وبالتالي يُفضل أن يتم التخفيف عن القدم عبر تبريدها. أما إذا لم تجد هذه الوسيلة هي الأخرى نفعا، فلا بد حينئذ من الخضوع للفحص لدى اختصاصي تقويم عظام.
وفي حال عدم القدرة على تحمل الألم أو تجنب التحميل على الكعب، يشير الطبيب الألماني دوله إلى إمكانية اللجوء إلى استخدام مسكنات الألم، إلا أنه أوصى في الوقت ذاته بالخضوع للعلاج بالموجات الصادمة، إذ تعمل هذه الموجات فوق الصوتية على تحفيز عملية الاستشفاء والتجدد بأنسجة الأوتار المصابة بالتلف.
أما إذا لم تجد كل هذه الوسائل العلاجية نفعا في التخلص من آلام الكعب، فيشير الطبيب حينئذ إلى أنه لا مفر من الخضوع للجراحة التي يمكن أن يتم خلالها استئصال مسمار الكعب، مشددا على ضرورة أن تكون الجراحة آخر وسيلة علاجية يتم اللجوء إليها.
وللوقاية من آلام الكعب من الأساس، ينصح دوله بالمواظبة على ممارسة تمارين الإطالة والحفاظ على الوزن الطبيعي للجسم، وكذلك ارتداء الأحذية اللينة ذات المقاس المناسب والمحتوية على فرش طبي.