شبكة قدس الإخبارية

"بيرزيت" تتهم إحدى طالباتها بالتشهير على الفيسبوك

هيئة التحرير

في حادثةٍ غريبة، استدعت جامعة بيرزيت إحدى طالباتها من دائرة الإعلام للتحقيق معها على خلفية انتقادٍ وجهته لرئيس الدائرة والجامعة عبر تعليقاتٍ نشرتها على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، ما مثّل انتهاكاً صارخاً لحرية الرأي والتعبير.

واتهمت لجنة النظام العام في الجامعة الطالبة جمانة غانم بالتشهير برئيس دائرة الإعلام والجامعة، مدلّلةً على ذلك بصور ملتقطة ( Print Screen) لمنشور كتبته على "الفايسبوك"، وألقت بنقدها فيه على المنهج الفكري والسلوكي لرئيس الدائرة والجامعة كذلك. وأوضحت الطالبة المستدعاة أن رئيس الدائرة لم يفصح للجنة النظام العام عن الأسباب الحقيقية التي دفعتها لانتقاده خاصةً وسير عمل الجامعة عامةً، مؤكدةً عدم إبلاغه للجنة بطريقة استدعائه المهينة لها.

وبيّنت أن رئيس الدائرة وبّخها في مكتبه الخاص به، عقب احتجاجها على سلوكه المتكرر في إرغام الطلبة على حضور المحاضرات اللامنهجية التي تنظّمها الدائرة.

ووصفت غانم سلوك رئيس الدائرة حينها بـ"المستبد" نظراً لاتباع سياسة الإرغام على حضور المحاضرات، وتوظيف نادي الإعلام كذلك في مراقبة الحاضرين وتدوين أسمائهم، ما أثار غضب غانم التي وجدت في صفحتها الفيسبوكية مساحةً معقولة للتعبير عن احتجاجها على هذه السياسة "التعسّفية". يشار إلى أن اللجنة المستدعية لم تعرِ أدنى انتباه إلى إقدام رئيس الدائرة بملاحقة غانم وتتبّع نشاطاتها وتعليقاتها على العالم الافتراضي، وصولاً إلى مراقبة تعليقاتها على المنشورات الخاصة بأصدقائها ممن لا ينضوون تحت الدائرة.

ولم يمر خبر استدعاء غانم مرور الكرام، بل أثار غضب الطلاب والنشطاء وفجّر تخوّفات بعض الحقوقيين الفلسطينيين، حتى كتب أحد الحقوقيين على صفحته على "الفايسبوك": "حال جامعة بيرزيت لا يسر البتة! بعد فضيحة التحقيق مع الطالبة جمانة غانم على خلفية التعبير عن رأيها، الدائرة التي قدمت الشكوى ضدها وبشكل مقصود تنظم ندوة بعنوان "الأمن وحرية التعبير والأخلاق!!! ".

وتابع مستغرباً: "الجميل أن المتحدث في الندوة لواء عسكري ومحافظ طولكرم! يا حرياتك يا حركاتك يا بيرزيت"، فيما انبرى نشطاء آخرون إلى التأكيد على أن "رئيس دائرة الإعلام سقط سقوطاً مدوياً في اختبار صيانته للحريات وحمايتها".

ووجه أحدهم تساؤلاً استنكارياً لرئيس الدائرة والجامعة، قائلاً: "دائرة الإعلام في كل محاضراتها تلقن الطلبة تعاليم الديموقراطية ومبادئ حرية الرأي والتعبير، ثم عند أولّ تطبيق للطلبة تهرع منقضة لتكميم أفواههم. اذا كانت دوائر الإعلام تمارس على طلبتها نفس السلوك الذي تمارسه الأنظمة القمعية بحق شعبها، ما الفائدة إذاً من وجودها في الأساس؟!".