سلطت صحيفة معاريف في عددها الصادر اليوم الجمعة الضوء على الأوضاع الأمنية الجارية مع قطاع غزة، مشيرة إلى أن تقديرات المنظومة الأمنية بشأن اتفاق التهدئة الموقع في أعقاب عملية عامود السحاب بين المقاومة و"إسرائيل" بوساطة مصرية في طريقها إلى التلاشي، على الرغم من المنظومة الأمنية تعتقد بأن حركة حماس ليست معنية بتفجير الأوضاع ورغبتها في المحافظة على الهدوء في هذه المرحلة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها بأن السلطات المصرية الحالية بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي لا تمارس ضغوطات على حركة حماس، بل وإن العلاقات بين الجانبين قد انخفضت بشكل دراماتيكي، وهو بالتأكيد كان بشكل مغاير مما كانت عليه الأمور في عهد الرئيس المنتخب محمد مرسي، والذي كان موجودا وقت التوصل لتفاهمات الهدنة مع حركة حماس.
وتشير جهات سياسية إسرائيلية إلى أن السلطات المصرية الحاكمة تطلب من "إسرائيل" عدم الرد على كل صاروخ يتم إطلاقه من قطاع غزة، خاصة بأن نشاط الجيش المصري في تدمير وإغلاق الأنفاق في رفح يصب في مصلحة إسرائيل.
كما أكدت تلك الأوساط السياسية على أن السلطات المصرية لا يمكنها النظر إلا تفاهمات التهدئة كما كان في عهد الرئيس مرسي، الأمر الذي ساعد على إطلاق نحو 17 صاروخاً فلسطينياً خلال المنتصف الأول من الشهر الحالي، 7 صواريخ منها أطلقت منتصف الليلة الماضية والتي تعتبر أكبر رشقة صواريخ منذ الانتهاء من عملية عامود السحاب.
وتشير الصحيفة إلى أن عدم اهتمام الجانب المصري بالضغط على حركة حماس في الوقت الراهن، أدى إلى ارتفاع وتيرة إجراء تجارب صاروخية بعيدة المدى والتي تصل إلى مسافات بعيدة، مدعية أن هذا اختراف للتفاهمات الموقعة بين حماس و"إسرائيل"، مشيرة إلى أن حركة حماس لا تمنع المظاهرات الأسبوعية التي تجري على الجدار الحدودي على بعد نحو 100متر من السياج الحدودي.
ووفقاً للصحيفة فإن "إسرائيل" لا تجري اتصالات مع حركة حماس كونها المسيطرة على قطاع غزة منذ عام 2007م، أما الجانب المصري الذي لا يقوم بدوره في هذه المرحلة كوسيط بحسب اتفاق وقف إطلاق النار بعد عملية عامود السحاب بسبب انخفاض مستوى الاتصالات مع حماس لأدنى مستوى بعد عزل الرئيس مرسي.
وأوضحت الصحيفة أن الجانب المصري يرفض المطالب الإسرائيلية بالضغط على حركة حماس، مدعياً أنه في حال وافق على الدخول في حوار مع حماس فإنه سيضطر إلى وقف المداهمات وعمليات إغلاق الأنفاق، كما أنه سيضطر إلى وقف الحرب القوية التي يشنها ضد جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس في قطاع غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن المصريين يعتقدون أن هدم الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة يعتبر المواجهة الأكثر أهمية الذي يمكن أن تقوم به مصر أمام حماس، في حين نقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي قولها بأن هدم الأنفاق مع غزة خطوة تخدم المصالح الإسرائيلية.
كما أن المصريين وجهوا أكثر من مرة انتقاداً للجانب الإسرائيلي حول سياسة وزير الجيش الإسرائيلي "موشيه يعالون" خاصة تلك المتعلقة بالرد الإسرائيلي على كل صاروخ يتم إطلاقه من قطاع غزة، مشيرين إلى أنهم يعلمون تعقيد الأمور على أرض الواقع لكنهم يناشدون "إسرائيل" بالتصرف بعقلانية وعدم استخدام الطائرات للرد على إطلاق كل صاروخ يطلق من غزة.
ووفقاً لمصادر مقربة من المخابرات المصرية بأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة أصبحت لا تحتمل نتيجة إغلاق أكثر من 90% من الأنفاق وعدم سماح "إسرائيل" بإدخال مواد البناء، الأمر الذي يصعب على حركة حماس السيطرة والضغط على فصائل مقاومة صغيرة.
وأشارت الصحيفة بأن الاتصالات التي تجري بين حماس وأجهزة الأمن المصرية تؤكد من خلالها حماس عدم رغبتها بتدهور الأوضاع، ورغبتها في استمرار الهدوء وتفاهمات الهدنة، وهذا ما يفسر الموقف المصري الغاضب من ردود الفعل التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي تجاه كل صاروخ يطلق من قطاع غزة، والذي قد يقود لتدهور خطير وتفجير جديد مع قطاع غزة.