جرت الليلة الماضية مصالحة دون لقاء تم على إثرها وقف تداعيات المشكلة بين النائب عن حركة فتح جمال أبو الرب وعضو اللجنة المركزية للحركة اللواء جبريل الرجوب.
وبحسب مصادر في حركة فتح فإن تدخل قيادات وازنة في حركة فتح من كافة الأطر التنظيمية والتي رفضت في نفس الوقت أي إجراء عقابي بحق النائب أبو الرب وكذلك استمرار المهاترات التنظيمية والتي أضرت بسمعة الحركة هي التي أدت إلى وقف الموضوع ووضع أسس للحل.
ووفق المصادر الحركية، فإن الحل اقتضى أن يقوم الطرفان الرجوب وأبو الرُب بإصدار بيانين متزامنين منفصلين يعلنان فيهما تنازلهما عن حقهما الشخصي في القضية وإعلان انتهاء الخلاف، وهو ما تم بالفعل.
وبحسب المصادر، فإن أوساطا مثل أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول وقيادات في السجون وأقاليم فتح في الخليل وجنين لعبت دورا في حل القضية أكثر مما لعبته مركزية فتح بسبب غضب كثير من الأوساط داخل فتح على اللجنة المركزية وتحميلها مسئولية تفاقم الأزمة لأنها لم تعالجها المعالجة الصحيحة منذ بدء المشكلة قبل عدة أشهر.
وأكدت المصادر أن ما جرى خلال الأيام الماضية وتوج الليلة الماضية هو تسكين للمشكلة لمنع تفاقمها، لأنه دون ترتيب لقاء بين الطرفين وإزالة الأضغان بشكل كامل فلن يتم تسميتها مصالحة حقيقية.
إسقاط الحق الشخصي
وأعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب، عن اسقاط حقه الشخصي في حادثة النائب جمال أبو الرب استجابة لتلك المقترحات.
وأعرب في بيان له الليلة الماضية عن تسامحه ازاء الاعتداء الذي تعرض له قبل أيام خلال حفل استقبال السفير الصيني الذي اقيم في فندق الجراند بارك برام الله. داعيا إلى التعالي فوق الخلافات ووأد الفتنة وعدم السماح باستمرار النفخ في كيرها، لأغراض وأجندات غير وطنية.
وأضاف الرجوب " أعلن من منطلق المسؤولية والاحترام لديننا وشعبنا وحركتنا وتاريخنا تنازلي عن حقي الشخصي، على أن يظل الحدث وتداعياته محصورا في السياق التنظيمي الوطني القانوني".
وجاء في البيان التوضيح التالي: "لم تكن لي علاقة أو قرار أو مداخلة، فيما جرى في المرة الأولى، وتداعت حوله الكثير من الأقاويل والتحريفات والشائعات السوداء، ولم يصدر عني ما يؤجج أو يُصعد أو يُسيء أو يُخالف التوجّه العام من قريب أو بعيد، وهذا ما أكدت عليه لجنة التحقيق المركزية".
وأضاف " لم تكن لي أي ردة فعل في الحادثة الأخيرة بفندق جراند بارك، ليس من عجز أو قصور، ولكن لإدراكي أنه لا قيادة إلا بالحلم، ولا مسؤولية إلا بالاحتمال وكظم الغيظ، ولا تميز إلا بالاتساع والعفو والإحسان، كما أني أومن أن ذخيرة العقل هي ما يملك العاقل، وأن ذخيرة الذراع ما يتملك الوحش والجاهل".
وفي المقابل، أصدر أبو الرب بيانا آخر منفصلا أعلن فيه تنازله عن حقه الشخصي في الخلاف مع عضو اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب إكراما لفتح وشهدائها وأسراها وجرحاها، ولكل من كلف نفسه عناء الوساطة، والتزاما بموقفي المتسامح منذ البداية، لن انجر الى مربع الحق الشخصي، داعيا الله ان تكون الازمة درسا لمن اعتدى لأن يراجع نهجه، واتنازل عن حقي الشخصي .
وأكد أنه يضع نفسه رهن لجنة تحقيق تنظيمية يلتزم بها الطرفان، لما فيه مصلحة الوطن وفتح، موافقا على حكمها، وأشاف " فكرامتي من كرامة اصغر شبل في الحركة، ومن ثار على ظلم الاحتلال طيلة سنين عمره، لن يقبل الظلم لنفسه، فكنت وما زلت ملتزماً بدفع الحق ان اقرت اللجنة بخطئي بأي مرحلة من مراحل الخلاف".
ليست قضية شخصية
وأكد النائب أبو الرب الأحد تعقيبا على بيانه أن قضيته في الأساس ليست قضية شخصية ؛ بقدر ما هي تعبير عن طريقة تعاطي مع القضايا الحركية التي يجب أن تتغير.
وأضاف " اللجنة المركزية لو كان لديها إرادة جادة في حل القضية لسارت لجنة التحقيق بعملها بمهنية ووضعت النقاط على الحروف"، مشيرا إلى أنه ليس في وارده التصعيد بأي حال.
وأشار إلى شكره للأطر الحركية التي وقفت معه؛ مؤكدا أن غالبية قطاعات الحركة وقفت معه موقفا مشرفا للبحث عن خل موضوعي ولاستخلاص العبر من أجل كيفية التعامل مع أية أزمات حركية في المستقبل وعلاجها بالطرق التنظيمية الصحيحة.
وأكد على ما جاء في بيانه على تنازله عن حقه الشخصي إكراما لفتح وشهدائها وأسراها ولإعطاء الفرصة أمام معالجة جادة ومتوازنة للمشكلة.
الإقالات ليست رسمية
بدوره، أكد عطا أبو ارميلة أمين سر حركة فتح في جنين أن الأطر الحركية في كافة المناطق عبرت عن وحدة الصف التنظيمي وعن رفضها لمعالجة الخلافات الداخلية بهذه الطريقة من ناحية، وفي نفس الوقت إيقاع الظلم على أي طرف بشكل مجحف من ناحية أخرى.
وقال :" إن أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول أكد منذ البداية أن أبو الرب لم يفصل من الحركة وأنه أحد كوادرها الشرفاء الذي يحفظ له تاريخه"، مشيرا إلى أن كوادر فتح في الخليل وجنين وكافة المناطق كانوا معنيين بوأد المشكلة في معدها والبعد عن النعرات المناطقية.
المصدر، وكالة صفا