استوقفت لافتة كبيرة صحافياً بريطانياً خلال حضوره المؤتمر الصحافي للجنة الخمسين، الأحد، وهي اللافتة التي كان من المفترض أن تروّج لدستور مصر وتجمع وجوهاً من المجتمع المصري، إلا أنها لم تكن كذلك جملة وتفصيلاً.
ففي بداية المؤتمر الصحافي تحدث عمرو موسى عن الدستور والهوية العربية لمصر، وبينما كان المتحدثون يتناولون الهوية العربية لمصر ويعلنون عن دستور لكل المصريين داخل القاعة، حيث توجهت العيون نحو منصة الضيوف من أعضاء لجنة الخمسين فيما ركّز الصحافيون على كلماتهم، لكن ثمة مَنْ كان جالساً يراقب تفاصيل أخرى بعيدة عن الكلمات والإجابات.
إنه مراسل صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية في مصر، "ريتشارد سبينسر"، فقد استوقفته ما وراء الكلمات المنطوقة تلك المكتوبة على لافتة ضخمة وضعت خلف رئيس لجنة الخمسين وعدد ومن أعضائها.
فقد جاء شعار اللافتة الكبير بالإنجليزية والعربية حاملاً أخطاء كبيرة، منها ما كان مطبعياً فيما كانت الترجمة بالإنجليزية حرفية لا تحمل دقة ولا معنى.
واختزل الصحافي البريطاني الحدث الترويجي عن الدستور بالملصق الترويجي الموضوع على الجدار، فثلاثة من أصل خمسة وجوه يفترض أن تمثل شرائح المجتمع المصري لم تقنع أجنبياً بأنها تشبه المواطن المصري التقليدي، فالمرأة المحجبة غابت في الملصق عن تمثيل معظم الفتيات اللاتي يرتدين الحجاب في مصر.
وابتعد الملصق كثيراً عن الواقع حينما استخدم صورة لمرأة اتضح فيما بعد أنها وجه إعلاني بارز يستخدم في الإعلانات عن سيدات الأعمال لصالح شركة أيرلندية، ويمكن التحقق من ذلك خلال البحث بكلمة سيدة أعمال على محرك البحث "جوجل" فتظهر الصورة التقليدية لسيدة الأعمال ولكن ليس للسيدة المصرية التقليدية.
وينطبق الأمر نفسه على شخصية الطبيب التي ظهرت في اللافتة، فقد تمت الاستعانة بالصورة من "جوجل" أيضاً وظهرت في مقال إنجليزي عن طرق التخلص من تجاعيد الرقبة، كما تمت الاستعانة بوجه أميركي تقليدي لحالة متلازمة "داون" في الملصق.
اعتذار هيئة الاستعلامات ي
ُذكر أن الهيئة العامة للاستعلامات اعتذرت رسمياً، مساء أمس الاثنين، عما جاء بالخلفية التي ظهرت في المؤتمر الصحافي لعمرو موسى وأعضاء لجنة الخمسين للتعريف بمشروع الدستور الجديد.
وأوضحت الهيئة أن الخلفية التي ظهرت في المؤتمر الصحافي تم تقديمها قبيل ساعات قليلة من بدء المؤتمر كتبرع من إحدى الجمعيات الأهلية المصرية التي تقوم بالدعاية للدستور.
وذكرت الهيئة أنه تم التوجيه بإجراء تحقيق رسمي للوقوف على ملابسات تلك الواقعة.