شبكة قدس الإخبارية

"إسرائيل" وتضخيمها لقوة حماس... الأهداف والتطلعات

٢١٣

 

عمر منصور

"إسرائيل" وكعادتها تلجأ للدعاية الإعلامية في كسب الرأي العام الدولي وتعاطف الشعوب الغربية من خلال بثها لأخبار كاذبة و "فبركة" عن الفلسطينيين وتحاول تصويرهم على أنهم قوة إرهابية تسير بخطوات متسارعة للقضاء على دولة الاحتلال، فتعمل على جني التبرعات والأموال تارة وعلى التنغيص على الجاليات الفلسطينية في العالم تارة والحصول على غطاء لارتكاب المزيد من المجازر تارة أخرى.

بعد كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر الماضي عن نفق يمتد إلى داخل "إسرائيل" بالقرب من موقع العين الثالثة بدأت مكنة الإعلام الإسرائيلي بتكثيف هجمتها على الفلسطينيين كتضخيم قوتهم والإيحاء للعالم بأن هناك حرب باردة تدور بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن غزة قد خرقت التهدئة وتسعي إلى عملية عسكرية كبرى قد تهز عرش "إسرائيل"، فأخذت وسائل الإعلام بفتح الموجات والبرامج المفتوحة للوصول إلى هذا الهدف البغيض.

حيث روجت القنوات الإسرائيلية بأن ما يحدث هو حرب أدمغة ويجب على جيش الاحتلال الإسرائيلي الحذر والحرص على أمن الإسرائيليين،الضابط في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "يوسي لنجوتسكي" قال في تصريحات على  القناة العاشرة العبرية "إن جنودنا عرضة في أية لحظة للاختفاء المفاجئ، وربما الإعلان بعد أيام عن اختطاف أحد الجنود قرب الحدود مع غزة، وأضاف "لنجوتسكي" أن "السيناريو الثاني وهو الأسوأ دخول عناصر من حماس عبر أحد الأنفاق إلى إحدى البلدات المحاذية للحدود ويخطفون العشرات من السكان ويقتادوهم إلى مخابئ سرية، فما الذي ستفعله دولة "إسرائيل" في حينه؟.

كما استغلت "المكنة" الإعلامية الإسرائيلية العروض العسكرية التي قامت بها كتائب القسام في الآونة الأخيرة في محاولة لإثبات روايتها أمام الغرب، فقد ظهر مقاتلو القسام وهم يحملون أسلحة لم يحملوها ولم يحصلوا عليها من قبل، حيث استعرض القسام صاروخ " M75 " وصواريخ الجراد وصواريخ مضادة للدبابات وأخرى للطائرات بالإضافة إلى أحدث أسلحة القنص العالمية حيث وصفه جيش الاحتلال بأنه العرض بالأكبر والأضخم للحركة على مدار سنوات المواجهة معها.

ونشرت القناة الثانية العبرية تصريحا للكاتب "عاموس هكوهين" معلقا على العرض والذي قال "إن هذا العرض كشف أن حماس قد طورت من ترسانتها بعد الحرب الأخيرة حيث أنها اتجهت إلى الاعتماد على الإنتاج الذاتي للوسائل القتالية بسبب الصعوبات التي تواجهها في تهريب السلاح عبر الحدود المصرية بعد إغلاق الأنفاق".

وكتضخيم إعلامي آخر من موقع "واللا" الإخباري العبري نشر في وقت لاحق تصريحات لضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي "أن حركة حماس في غزة لجأت مؤخراً لاستخدام وسائل استخبارية جديدة ضد "إسرائيل" تمثّلت بإطلاق مناطيد في سماء قطاع غزة تحمل معها كاميرات مراقبة من أجل جمع معلومات استخبارية على طول خط الشاطئ"، وأضاف الضابط بأن "المناطيد نصبت لمراقبة أهداف داخل "إسرائيل" ونحن نعلم بها وهذا أمر مقلق جدا". فيما قالت كتائب القسام "إن المنطاد نصب لتصوير العرض العسكري لا أكثر".

ولم يقف الإعلام عند هذا الحد بل روج الإعلام وعلى صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية " أن حماس دربت مقاتلين بحريين للقتال ضد الاحتلال، مشيرة إلى أنها بدأت في بناء وحدة النخبة البحرية والتي يتمثل عملها في الغوص والرصد والقتال البحري حيث حذرت القيادة الإسرائيلية من خطر محدق من جانب البحر." وعلى الصعيد الاستخباري قال قائد كتيبة "نيشر" لجمع المعلومات الاستخبارية الضابط "تومر" "إن كتيبته تقوم بتسجيل جميع الأنشطة التي تقوم بها حماس لجمع معلومات عن المواقع الإسرائيلية التي من شأنها أن تثبت فاعليتها في أي صراع في المستقبل ويمكن وصف ما يدور على الحدود بأنه منافسة من وراء الكواليس بين الجيش الإسرائيلي وخلايا الاستخبارات الميدانية التابعة لحماس".

كما توقع المحلل العسكري في القناة الثانية العبرية "روني دانيال" أن يجد الإسرائيليون عناصر حماس في قلب "إسرائيل" خلال الفترة المقبلة في حال تباطؤ الجيش الإسرائيلي في مكافحة الأنفاق على حدود قطاع غزة.

كما أجمعت قيادة الاحتلال  الإسرائيلية في تصريحاتها الإعلامية بأن المواجهة القادمة مع حركة حماس، لن تكون سهلة، بل ستكون أكثر تعقيدا وضراوة من عملية "عمود السحاب" العام الماضي وأضافت بأن المعركة سيقودها القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف والتي رجحت المصادر الاستخبارية بأنه فقد احدي عينيه وذراعه وقدمه في محاولات الاغتيال المتكررة له .

ومن جهة أخري تنظر حركة حماس إلى هذه الهجمة الإعلامية الإسرائيلية والمناورات المستمرة ببالغ الخطورة معتبرة أن قيادة الاحتلال الإسرائيلية تخطط لعدوان جديد ضد قطاع غزة وقد حذرت كتائب القسام "إسرائيل" من مغبة ارتكاب أية حماقة جديدة في قطاع غزة، وقد صرح القيادي في حركة حماس د.موسي أبو مرزوق بأن " المقاومون في غزة يأخذون التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد وأن أي مغامرة "إسرائيلية" جديدة لن تكون كسابقتها وسيندم قادتهم على خوضها".

المتابع للإعلام الإسرائيلي يدرك بأن هذه الحملة الإعلامية والتي تتزامن مع ازدياد الطلعات الجوية لطيران الاحتلال الإسرائيلي في أجواء غزة وتزايد حجم وعدد المناورات التي يجريها الجيش الإسرائيلي إنما هي بمثابة مقبلات لعدوان جديد على قطاع غزة ، وهذه الأحداث تشبه تماما الفترة التي سبقت حرب 2008 وعملية الرصاص المصبوب.