بعيدا عن الواقع، حيث تقف الأحلام تنتظر من يحققها، وهناك لا يمكن لنا أن نصل الآن فقد فات الأوان، ربما مستقبلا نستطيع الوصول إلى أحلامنا ونحقق بعضها. في فلسطين الأمور تتبدل دائما وهي أيضا تختلف كثيرا عن غيرها في كل شيء. فالتاريخ والواقع يشهد أن هذه الأرض اسمها فلسطين، لكن من فترة بسيطة اعترف العالم وليس بالإجماع بنا كدولة، لكنها ليست مستقلة أو ذات سيادة، بل دولة تقع تحت احتلال؛ سرق الأرض وشرد أهلها، ونهب وما زال خيراتها الظاهر منها والباطن.
ذهب سلام وجاء رامي
في هذه الدولة حكومتان، واحدة في غزة، وأخرى في الضفة، وحكومة الضفة تتبدل من فترة لأخرى قد يطول منصب رئيسها وقد يقصر، ومناطق نفوذها ثلاث ( A.B.C) ، وذلك النفوذ أيضا منقوص، فليس لها الحق في حفر بئر ماء ارتوازي مثلا، في حين أن الاحتلال يحفر آبارا للمياه، الغريب أن هذا الاحتلال حفر منذ أكثر من سنة ونصف بئرا لاستخراج الغاز الطبيعي والبترول من منطقة تبعد فقط عشرة أمتار عن " حدود " الدولة فلسطين في قرية رنتيس التي تبعد فقط 30 كم إلى الغرب من العاصمة المؤقتة رام الله وهذا في عهد رئيس الحكومة السابق سلام فياض، لم نسمع حينها احتجاج أو تعليق سوى الاستنكار الخجول لذلك العمل. جاء رامي الحمد الله إلى رئاسة الوزراء بدلا من سلام فياض، وقد بدأت "إسرائيل" بحفر بئر جديد يبعد فقط 1 كم إلى الجنوب من البئر الأول، لكن رامي الحمد الله لم يمر مرور الكرام على هذا الموضوع، وأعلن أنه وحكومته بصدد طرح عطاءات للتنقيب عن النفط في فلسطين.
هل ستصبح فلسطين دولة نفطية؟!
إذا كنا غير قادرين كدولة أن نحفر بئرا ارتوازيا في أراضي الدولة، فهل سنقدر يوما ما أن نحفر بئرا لاستخراج النفط، وما هو موقف الاحتلال من تلك العطاءات التي سيطرحها الحمد الله، ربما ستحظى بها ذات الشركة التي تستخرج النفط للاحتلال، وهي بالمناسبة شركة رومانية.
أم أن الحديث عن تلك العطاءات مجرد إشغال للمواطن الفلسطيني بسبب الأزمة المالية التي تمر بها السلطة وموجة الإضرابات في قطاع التعليم وتهديد قطاعات أخرى به؟!
هناك حيث الأحلام
في مخيلة كل فلسطيني تجول أحلام كثيرة، لا اعتقد أن حلما بتروليا بينها، فهو يحلم بالصلاة في الأقصى دون تصريح اسرائيلي، وآخر يحلم بسمكة مشوية على شاطيء عكا، وعجوز تحلم بحضن ابنها الأسير، وشيخ كبير يحلم ببرتقال يافا الذي طالما غفى تحت أشجاره، وشاب يحلم برحلة راجلة من الجليل إلى الخليل، يخيم بين أحضان وطنه بحرية وأمان.
الصورة، عدسة محمد رجوب