في مثل هذا اليوم من عام 2012 م قرر الاحتلال معاقبة الشعب الفلسطيني الذي أهانه من خلال وفاء الأحرار كفعل شامل حقق إنجازاً غير مسبوق في تاريخ الصراع المعاصر مع الاحتلال, فهو أراد العقاب, وتصفية الحسابات مع المفاوض العنيد والقائد الصنديد أحمد الجعبري فاغتاله, وظن أن الأمر سيمر مرور الكرام بشيء من ردود الفعل البسيطة حفاظاً على الوضع العام.
لكن إرادة الشعب ومقاومته كانت عكس إرادة قادة الاحتلال, فكانت حجارة السجيل, والتي عكست روعة التكتيك, وعظمة الفعل, وإبداعات المفاجأة، وندم الاحتلال ندما شديدا على جريمتها.
لقد ظهرت المقاومة بأساليب جديدة, وبرعت في مجابهة العدوان , بعد أن قررت أن يكون الرد عظيماً يوازي بشاعة جريمتهم ووقاحة الاحتلال الذي نكث بكل العهود وتجرأ على قائد عظيم من قادة فلسطين, أدخل البسمة والفرحة مع إخوانه العسكريين والأمنيين والسياسيين في كل بيت من بيوت فلسطين والعرب (الشهيد القائد أحمد الجعبري – أبو محمد ) فقلبت الطاولة، ورمت ببعض أوراقها الجديدة, وصعقت بكهرباء الفعل المقاوم جسد هذا الاحتلال, فكانت الصناعة الفلسطينية الوطنية الصاروخية في مواجهة آلة البطش العالمية المملوكة للاحتلال, فقصفت تل أبيب والقدس للأول مرة في تاريخ الصراع.
إن إرادة الشعب الفلسطيني المُقاوم , وإرادة الأمة بثوبها الثوري الجديد تجلت في هذه الأيام الثمانية, وأزعم أن قرار الارتداد على دول الثورة العربية كان من أسبابه هو تغير العقيدة السياسية للقرار السياسي الرسمي والذي بدأ يظهر في هذه الحرب , كما أن هدف مؤامرة تشديد الحصار على قطاع غزة هو حرمان المقاومة التي انتصرت في حجارة السجيل من التطوير والإبداع.