أصدرت منظمة يسارية تدعى (مجلس الأمن والسلام) في "إسرائيل" والمتكونة من ضباط سابقين في الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك ، تقريرا جاء فيه أن الانسحاب إلى حدود 67 يعزز أمن "إسرائيل" ، ويدحض الادعاء المتعلق بحاجتها لإبقاء سيطرتها العسكرية على غور الأردن من منطلق أمني.
ووفقاً للإذاعة العامة العبرية التي نشرت التقرير اليوم الأربعاء، فإن التقرير يفند سيناريوهات الرعب الأمني التي تتبناها المنظومة الأمنية في "إسرائيل"، ويوضح أنه في حال التوصل إلى اتفاق مناسب مع السلطة الفلسطينية يستند في أساسه إلى حدود 67 مع تبادل أراضي، يضمن تعزيز أمن "إسرائيل" وحمايته بشكل أكبر من التهديدات.
وأكد التقرير أنه ليس هناك للسيطرة الإسرائيلية العسكرية على غور الأردن في الضفة الغربية من أجل مواجهة التهديدات والواقية منها، والتي تصر الحكومة الإسرائيلية على بقائها مما يجعلها عقبة كبيرة في استمرار المفاوضات مع الفلسطينيين وتصعب تحقيق اتفاق سلام مستقبلي.
وأشار التقرير أن خارطة التهديدات الحالية والمتوقعة مستقبلاً، تختلف تماما عما واجهته "إسرائيل" في حروبها السابقة والتي كان أخطرها حدوث هجوم بري مكثف بإسناد جوي من قبل تحالف تشكله الدول العربية ولذلك جاءت السيطرة العسكرية على غور الأردن، ولكن توازن القوة الاستراتيجي الحالي في الشرق الأوسط يجعل هذا التهديد غير واقعي.
ولفت التقرير إلى أن أهم التهديدات الحالية هي حرب العصابات، "الإرهاب"، الصواريخ البالستيه، وأسلحة الدمار الشامل، ولا حاجة بأن تسيطر "إسرائيل" على غور الأردن وأراضي غرب الضفة الغربية وفقا للتهديدات الحالية، وهي كذلك تمتلك الحلول العسكرية الملائمة التي أيضاً بإمكانها مواجهة أشد السيناريوهات خطورة واحتمال حدوثها ضئيل كهجوم بري واسع النطاق.
ومن هذا المنطلق -حسبما ذكر التقرير- ، فإن على "إسرائيل" التوصل إلى تسوية نهائية مع السلطة الفلسطينية، موضحاً أن أجهزتها الأمنية ستقدم حل بديل أفضل من السيطرة على الضفة الغربية وغور الأردن، وسيخلق وضع استراتيجي بموجبه تكون بشكل عملي حدود "إسرائيل" الأمنية في الجزء الشرقي من المملكة الأردنية أمنة.