زهوة.. الابنة الوحيدة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حاضرة بدورها في ملف التحقيق في موت والدها الغامض كونها تحمل اسمه وبصمته الجينية، ورغم انعدام صلتها بإرثه السياسي, فإنها تبقى مرتبطة بالأذهان برجل كان في قلب أحداث الشرق الأوسط على مدى نحو خمسين عاما.
زهوة عرفات هي الآن في الثامنة عشرة من عمرها، تدرس القانون في جامعة مالطا وتقيم هناك مع والدتها سهى منذ نحو ست سنوات.
لم تكن معه في أيامه الأخيرة بمقر المقاطعة في رام الله لاعتبارات عديدة، بينها, أنه كان خاضعا لحصار عسكري إسرائيلي يستهدفه شخصيا, ويستهدف موقعه كرئيس للسلطة الفلسطينية التي صنفها رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك أرييل شارون "كعدو" عندما اجتاحت دباباته مدن الضفة الغربية ربيع عام 2002.
كما أن منزل والدها يقع أساسا في غزة في حين أن لأقربائها من ناحية الأم, أي عائلة الطويل الفلسطينية الميسورة أماكن إقامة في مدن أوروبية عدة، وهي كانت برفقة والدتها حينئد بين القاهرة وتونس وباريس.
كانت صلة عرفات بزهوة -حاملة اسم أمه- خلال حصار المقاطعة, كصلته بوالدتها معلقة بسماعة الهاتف، لكنها منذ الأيام الأولى لموته باتت هدفا للإعلام, حيث بقيت صورتها عالقة في الذاكرة, وهي مصابة بالرعب من عدسات المصورين.
الطفلة الخائفة أيام وفاة والدها باتت صبية, تحمل في قسمات وجهها بوضوح بعض ملامحه، ومن كان يتابع أخباره ويشاهد صوره في الإعلام سيعرف فور مشاهدتها أنها ابنة ياسر عرفات، الأمر الوحيد الذي يفرقها عنه ظاهريا وهي بهذه السن, هو طول القامة.
تهتم بالرسم
علاقتها بالإعلام تحمل ارتباك صبية أقحمت في عالم صاخب, ليست جاهزة بعد بحكم السن للتعامل معه، عند سؤالها عما إذا كان لديها مدونة تعبر من خلالها عن مشاعرها وأفكارها نفت، وتدخلت والدتها قائلة "إنها تعبر أكثر عبر الرسم".
وبشيء من الخجل والتردد علقت على التحقيق في موت والدها قائلة "أريد أن أعرف من فعل ذلك، وما هو الدافع لتلك العملية". وتدخلت والدتها هنا لتوضيح أنها لا تجري مقابلات صحفية أصلا.
وبشيء من التردد قالت زهوة وبعد تفكير ردا على سؤال عن مشاعرها تجاه خسارة والدها "لا كلمات لدي للتعبير، إنها صدمة، إنه أمر رهيب يبدو أننا سنعثر على الدليل بأنه قتل، والنهاية بالنسبة لي هي أن نعرف من قتله".
وكأي والدة تدخلت سهى لإنقاذ ابنتها من موقف يختلط فيه الارتباك والحرج، قائلة عن زهوة إنها "كثير كثير وطنية" وإنها "تخجل من الحديث كي لا تخطئ".
لم تبق زهوة عرفات بمنأى عن التحقيق في موت والدها. فقد استدعيت للحصول على عينات من حمضها النووي لمطابقته مع حمض والدها قبل بدء العمل على العينات المستخرجة من رفاته.
وعن مساهمة زهوة في القضية المرفوعة أمام القضاء الفرنسي، قالت والدتها سهى "تساعدني لأنها تذهب معي إلى المحامين ونوقع إجراءات رسمية، وهو أمر صعب بالنسبة لطفلة مات والدها وهي دون الثامنة".
الجزيرة نت