نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن مصادر استخباراتية غربية كشفها عن تطورات مفاجئة ستحصل خلال الأسابيع القليلة المقبلة من شأنها أن تفك طلاسم لغزين استخباريين بعد ما يزيد على ربع قرن من الغموض الذي لفهما.
وقالت المصادر "إن أول اللغزين هو اختفاء الايرانيين الاربعة في بيروت منذ العام 1982، وهم محسن الموسوي القائم بالأعمال الإيراني في بيروت آنذاك وأحمد متوسليان قائد "الحرس الثوري" في لبنان آنذاك، وتقي رستغار مقدم سائق السفارة الإيرانية، وكاظم إخوان الصحافي في وكالة الأنباء الايرانية الرسمية "ارنا".
أما اللغز الثاني فيتعلق بمصير الطيار الإسرائيلي "رون آراد" الذي أسقطت طائرته فوق الأجواء اللبنانية عام 1986 ومازل مصيره مجهولاً حتى اليوم.
وأكدت المصادر أنه سيتم التوصل إلى كشف اللغزين بشكل لا يقبل الشك أو التأويل للمرة الأولى، من خلال تحديد ما جرى مع المفقودين الخمسة منذ اختفائهم أو مكان وجودهم الحالي في ما إذا كانوا أحياء، أو مكان دفنهم في ما إذا كانوا أمواتاً.
وأوضحت المصادر, التي رفضت الإفصاح في هذه المرحلة عن مصير الخمسة "إن التقدم الملحوظ في حل اللغزين جاء إثر معلومات جديدة وقيمة وصلت إلى أحد أجهزة الاستخبارات الغربية بشأن مصير الطيار الإسرائيلي رون آراد، مشيرة إلى أن المفاجأة كانت في أن هذه المعلومات مصدرها أحد أفراد عائلة محسن الموسوي أحد المفقودين الإيرانيين, وتحديداً من شقيقه حسين الموسوي الذي كان في دائرة أحد القلائل في إيران الذين يعرفون مصير الطيار الإسرائيلي، حيث شغل في الفترة التي تزامنت مع سقوط الطيار في أيدي الميليشيات الشيعية آنذاك، منصب مستشار وزير الخارجية الايراني لشؤون الشرق الاوسط والعالم العربي".
وبحسب المصادر، فإن المعلومات التي بحوزة حسين الموسوي، الذي يشغل حالياً منصب مدير مركز البحوث العلمية والدراسات الستراتيجية في الشرق الاوسط، وصلت إلى الجهات الاستخباراتية الغربية عن طريق عدد من الوسطاء، وتم التأكد من صحتها بعد فحصها بشكل معمق، رغم علامات الاستفهام التي دارت بشأنها، في ظل الخشية من أن تكون رغبة موسوي بمعرفة مصير شقيقه، دفعته لتمرير معلومات غير دقيقة أو غير مؤكدة".
وأضافت المصادر أن جهاز استخبارات غربيا يعتزم المساهمة بمعلومات حساسة تتعلق بمصير الإيرانيين الاربعة، حصل عليها إثر نشاط استخباراتي مكثف كان يقوم به في لبنان في الثمانينات من القرن الماضي، ولم يتمكن حتى الآن من استخدامها أو الإفصاح عنها لأسباب تتعلق بحماية الطريقة والأشخاص الذين حصل بواسطتهم على هذه المعلومات، إلا أن وفاة أحد أهم مصادر هذا الجهاز في لبنان مؤخرا، أتاحت المجال لاستخدام هذه المعلومات.
وأكدت المصادر أن التقارب بين إيران والدول الغربية يشجع على إمكانية التوصل إلى صفقة في هذا الموضوع، حيث تُدرس الآن الطريقة المثلى لعرض هذا الموضوع على الإيرانيين والإسرائيليين، بشكل يضمن إظهار الطرفين بأنهما رابحان من هذه الصفقة.