اهتمت الصحف البريطانية بالأخبار المتداولة عن بوادر شقاق بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، بدأت بسوريا ثم إيران واليوم في مجلس الأمن.
وفي تحقيق نشرته صحيفة "إندبندنت " البريطانية صباح أمس الخميس على صفحة كاملة تتصدرها صور الرئيس السوري بشار الأسد والمرشد الأعلى في إيران آية الله على خامنئي ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والأمير بندر بن سلطان رئيس جهاز الاستخبارات السعودي، اجتهد المحلل "روبرت فيسك" في تحليل أسباب الخلاف بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية الحالي، والذي أدى بالسعودية إلى رفض مقعد مؤقت في مجلس الأمن الدولي، وتصريحات حول تقليص التعاون السعودي الأمريكي في المنطقة.
يقول فيسك في تحقيقه بعنوان" المملكة العربية السعودية وأمريكا: حقيقة الشقاق"، " إن رفض السعودية غير المسبوق لمقعد مجلس الأمن غير الدائم لا يتصل فقط بالموقع من الضربة العسكرية لسوريا، ولكنه رد على ما وصفه بالتهديد الإيراني لمكانة السعودية في المنطقة".
وربط التحقيق بين هذا الموقف وما قال إنه "الصراع الشيعي السني"، قائلا إن "الخلاف بين الإسلامي السني والشيعي له توابع عالمية".
فيسك أضاف " إن موقف السعودية التي وصفها "بالملكية الديكتاتورية" من مجلس الأمن يعبر عن الخوف من استجابة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمبادرات إيران الرامية إلى تحسين العلاقات مع الغرب."
ويعتقد الكاتب أن " تغيير النظام في سوريا وعدم تمكين إيران من امتلاك سلاح نووي سوف يعزز نفوذ السعودية"، مضيفاً " إصرار كيري على ضرورة تخلي الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه عن السلطة يعني أن حكومة سنية سوف تنصب في سوريا، كما أن رغبته في نزع سلاح إيران، رغم ان تهديدها غير واضح، كل ذلك سوف يؤكد أن القوة العسكرية السنية (السعودية) سوف تهيمن على الشرق الأوسط من الحدود الأفغانية إلى البحر المتوسط".
وفي الموضوع نفسه، تتحدث صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية في أحد مقالاتها الافتتاحية عن" الفجوة المتسعة" بين السعودية والغرب.
وتشير الصحيفة إلى أن " المبدأ الوحيد الذي حكم دبلوماسية السعودية خلال تحالفها الطويل مع الغرب هو الإبقاء بشكل صارم على أي خلافات خلف الأبواب المغلقة."
ولذا فإن الصحيفة تصف الخلافات السعودية الأمريكية، التي ظهرت خلال الأيام الأخيرة بشأن سوريا، بما يشمل التقليص التي تم التلويح به في التعاون السعودي مع الاستخبارات الأمريكية، والتعهد السعودي بالبحث عن مصدر بديل للسلاح الأمريكي، تصفه بأنه "غير مسبوق وبالغ الأهمية".
وتعبر "ديلي تليغراف" عن اعتقادها بأن "كثيرون سوف يرحبون بنبأ أن إدارة الرئيس باراك أوباما أغضبت بيت آل سعود بالرغم من بوادر التأكيد على الصداقة الدائمة التي أبداها وزير الخارجية جون كيري."
"فالثروة السورية والأهمية الاستراتيجية للسعودية، تضيف الصحيفة، جلبت للمملكة الحصانة من النقد الموجه لسجلها في تغذية التطرف الإسلامي وحرمان المرأة من حقوقها."
وتعتقد الصحيفة " بأن قدرا ما من التباعد بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية أمر طبيعي بالتأكيد في ظل تراجع اعتماد الولايات المتحدة على نفط الشرق الأوسط ووجود أوباما في البيت الأبيض." وتخلص "ديلي تليغراف " إلى أن هذا التحالف الأمريكي السعودي يقوم دائما وبعض النظر عن أي شئ على المصالح وليس على أي قرابة من نوع آخر.