شبكة قدس الإخبارية

نداء عاجل لفك الحصار عن مخيم اليرموك

هيئة التحرير

وصلنا البيان التالي من الهيئات الإغاثية في مخيم اليرموك ومجمموعة الجمهورية التي تضم نشطاء سوريين:

يعاني الأهالي في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة دمشق من حصار خانق منذ مطلع العام الحالي، مع تقييد حركة المدنيين الراغبين بالخروج من المخيم للتزود بالمواد الغذائية لهم ولأطفالهم.

ومع بداية شهر يوليو تم فرض حصار محكم على المخيم، ومُنع أي من المدنيين الدخول والخروج والاقتراب من الحاجز الموجود في أول المخيم، وذلك في ظل انقطاع كامل للتيار الكهربائي من خمسة أشهر واشتداد القصف على أماكن متفرقة داخل المخيم. وهو ما أدى لظهور بوادر كارثة انسانية تمثلت في انتشار حالات الجفاف لدى بعض الأطفال ووفاة بعضهم مثل الطفلة جنا حسن التي توفيت لعدم توفّر حليب أطفال و لعدم تقبلها الرضاعة من أي أم مرضعة أخرى، في الوقت الذي لازالت أمها عالقة خارج المخيم بعد منعها من العودة إليه عند خروجها لإحضار الطعام.

وأصبح المخيم على مشارف كارثة إنسانية بحق ما يقرب من سبعين ألفاً من المدنيين، فلسطينيين وسوريين، متواجدين بداخله ومعظمهم من النساء والأطفال والعائلات الفقيرة التي لم تجد مكاناً آخراً تذهب إليه بسبب نفاذ المواد الغذائية وحليب الأطفال والأدوية والكوادر الطبية بشكل كامل.

لا يشبه مخيم اليرموك في شيء باقي المناطق المحاصرة في دمشق ومحيطها، لا يشبه مثلاً الغوطة الشرقية من حيث الوضع الغذائي ومن حيث الإمكانيات المادية والجغرافية والطبيعية لمقاومة حصار الجوع المفروض عليه منذ ثمانية أسابيع، فطبيعة المخيم المدينية والمكتظة عمرانياً، غير صالحة لإنتاج اي شيء يصلح كطعام مثل بقية المناطق المحاصرة في سوريا.

قام الأهالي بتوجيه نداءات استغاثة تطالب برفع الحصار عن المخيم في الوقت الذي اتجه فيه البعض لأكل لحوم القطط والكلاب، وحتى هذه اللحظة لم تحدث أي استجابة من أي جهة أو هيئة تُذكر.

نناشد جميع الهيئات، ونخص بالمناشدة منظمة الأمم المتحدة المتمثلة بالأُنروا التي من المفترض أن تكون هي المسؤولة عن حياة هؤلاء اللاجئين، ونستنكر صمتها الرهيب والمريب بما يخص الحصار المفروض على المخيم.

في بداية القرن الواحد والعشرين لا يزال هناك الكثير من وسائل القتل التي ابتدعتها البشرية، ولكن العار الأكبر يكمن بأن يكون الجوع هو وسيلة القتل التي يستخدمها المجرمون، وسط صمت رهيب من بقية البشر!

الصورة أعلاه: وقفة تضامنية نظمها أهالي مخيم اليرموك المهاجرون إلى السويد تضامناً مع المخيم وغوطة دمشق.