شبكة قدس الإخبارية

"السَلَطَة الفلسطينية".. الأمن والأمان في لغة الحيوان

٢١٣

 

علي قراقع

لن أكن لأتفاجأ كثيراً لو أني سمعت خبراً عن لقاءٍ بين صائب عريقات وتسيبي ليفني مثلاً، وكذلك الأمر لو كان اللقاء بين رئيس جهاز المخابرات أو جهاز الأمن الوقائي بقادة من جيش الاحتلال، فهذا الأمر قائمٌ منذ أوسلو " لعنها الله" وبحكم التنسيق الأمني اللعين مع الاحتلال، لكن المفاجأة ستكون عندما أشاهد صوراً لمدير الشرطة الفلسطينية في "الضفة الغربية" اللواء حازم عطا الله، برفقة مدير شرطة الاحتلال يوحان دنينو، والذي اختتم الخميس الموافق 22/8/2013 بعد أن استمر 3 أيام، وانتهى بعد يوم واحد من الذكرى الـ44 لاحراق المسجد الأقصى " على سبيل المثال لا الحصر".

11

نعم هي صدمةٌ لي - على الأقل -، فجهاز الشرطة لطالما تغنّينا به، ولطالما تعاملنا مع أفراد الشرطة الفلسطينية بشكلٍ مختلفٍ عن غيرهم من الأجهزة الأمنية، لعدم علاقته بالتنسيق الأمني، والتواصل مع جيش الاحتلال كغيره من الأجهزة الأمنية، في العلن وفي السر، وباعتراف رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، والذي أكد مراراً وتكراراً على ذلك، آخرها في مؤتمر العقبة " دافوس"، والذي تغنى فيه بالتنسيق الأمني المتقدم مع الاحتلال.

المؤتمر الذي عقد في فندق الانتركونتننتال في أريحا، والذي جاء بحضور قادة الشرطة الثلاثة " الفلسطيني، والأردني، والإسرائيلي، إنما يؤكد على عمق التعاون فيما بينهم، إلى الحد الذي يتجاوز تصوّراتنا وتوقّعاتنا، وهذا اللقاء لم يأتِ على حين غرّة، بل جاء عقب لقاءات جمعت الأطراف على مدار 18 شهراً أي عامٍ ونصف حسب مصادر الاحتلال، في الوقت الذي كانوا " يكززونا "، بأن المفاوضات متوقفة وجميع اللقاءات مع الاحتلال، وربما كانوا يقصدون " اللقاءات الحميمة" فقط بسبب " إنه طرف حردان من الآخر"، وبمشاهدة الصور وحجم الفرحة على وجوه مدير الشرطة الفلسطينية عطا الله، والذي قال بالحرف الواحد: "كما تعلمون جميعا، الجريمة في هذه الأيام لا حدود لها، ليس لها حدود، وبالطبع لجميع قوات الشرطة في العالم كله، وظيفتهم تكمن في مواجهة هذا العنف، للتصدي للجريمة. إننا نجتمع هنا لهذا السبب ولهذا السبب فقط – و لبحث كيفية تحسين الوسائل التي نستخدمها في مجال مكافحة الجريمة، بطرق مختلفة، و مستويات مختلفة".

وربما نسيَ عطا الله أو تناسى أن دولة الاحتلال تلك، التي يجلس مع شرطتها، من الأسباب الرئيسية لانتشار الجريمة في المجتمع الفلسطيني، وعندما أقول الجريمة أقصد كل أشكالها، من قتل واغتصاب وسرقة، وكيف لنا أن ننسى تلك الجريمة البشعة التي وقعت منذ وقت قريب في سلفيت، والتي راح ضحيّتها أم وطفليّها، بعد قتلها من قبل شابٍ متخابرٍ مع مخابرات الاحتلال، حيث طلب منه مسؤوله الاحتلالي ذلك، بعد أن كشفت زوجة أخيه بأنّه عميلٌ للاحتلال، وهذا غيضُ من فيض.

مدير شرطة الاحتلال لم ينسَ أن يغازلَ صديقه الجديد، فيقول له:" نشعر، و أنا أتحدث عن نفسي، أعتقد أنني أتحدث باسم زملائي، هناك الكثير من التقدم، ونحن نرى ذلك ليس فقط في مجموعات العمل، وليس فقط في القضايا التي ذكرنا. نشعر ذلك في علاقاتنا في تعاملاتنا اليومية، عندما تحتاج إلى مساعدة ما، لدينا الكثير من الأمثلة أننا نستخدم هذه العلاقات من أجل خدمة شعبنا في المنطقة".

ولفت انتباهي أيضاً بيانٌ للشرطة الفلسطينية، والذي أشار إلى أنه تم بحث موضوع الجرائم الالكترونية " فاهمين يعني وقعنا في الفخ"، وذلك عبر محاضرة قدمها مفوّض شرطة ولاية بوسطن الأمريكية "إد دايفز".

مفهوم الأمن الجديد الذي رسمته وترسمه "سلطة أوسلو"، هو المفهوم الأوّل من نوعه في العالم، إذ يقوم على أساس الانصهار الكامل بين من هو قابعٌ تحت الاحتلال، ومن يحتلّه. تقريبُ المسافات .... وزيادةُ الحميمة .... والتعاون المشترك في مكافحة " الجريمة "، حسب وصفهم.

عدسة: أشرف عمرو

23 24 25

المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد اللقاء