تصادف اليوم الذكرى الرابعة والأربعين لمحاولة الصهيوني الاسترالي "دينيس مايكل" إحراق المسجد الأقصى المبارك.
ففي الواحد والعشرين من شهر آب عام 1969 قام المجرم «دينيس مايكيل» بإشعال النيران في المسجد القبلي، فأتت ألسنة اللهب المتصاعدة على أثاث المسجد المبارك وجدرانه ومنبر صلاح الدين الايوبي، كما أتت النيران الملتهبة في ذلك الوقت على مسجد عمر بن الخطاب ومحراب زكريا ومقام الأربعين وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالا داخل المسجد المسقوف.
بلغت المساحة المحترقة من المسجد القبلي أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، حيث احترق ما يزيد عن 1500م2 من المساحة الأصلية البالغة 4400م2 وأحدثت النيران ضررا كبيرا في بناء المسجد الأقصى المبارك وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق وسقط عمودان رئيسان مع القوس الحامل للقبة كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية وتحطم 48 شباكا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية.
وتوجد بقايا منبر صلاح الدين الأيوبي التي نجت من الحريق في المتحف الاسلامي الموجود داخل سور المسجد الأقصى، ويعتبر منبراً تاريخياً إذ صنع خصيصاً من أجل وضعه في الاقصى بعد تحريره من يد الصلييبيين.
وكعادتها، قامت محكمة الاحتلال آنذاك بتبرئة المجرم الصهيونية بحجة أنه "مجنون" وأطلقت سراحه دون أن ينال أي عقوبة، ومن ثم تمّ ترحيله إلى إستراليا، وقد قال بعدها أنه قام بفعلته "بأمر من الله".
وقد خرج الفلسطينيون في اليوم التالي للحريق في مظاهرات، وكان من تداعيات هذا الاعتداء إنشاء منظمة التعاون الإسلامي، وعقد أول قمة إسلامية في المغرب، التي انبثق عنها لجنة القدس.
هذا وتستمر اعتداءات الاحتلال بحق الأماكن التاريخية والدينية في فلسطين المحتلة، وبالأخص في مدينة القدس، وتضيق شرطة الاحتلال في القدس على طلبة العلم في المسجد الأقصى، وتلاحق المرابطين الذين يتصدون لاقتحامات المستوطنين المتكررة.