شبكة قدس الإخبارية

حماس : نرفض استئناف المفاوضات العبثية ولا شرعية لعباس

هيئة التحرير

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رفضها لمسار المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، المقرر أن تنطلق الأربعاء المقبل، والتي وصفتها بـ "العبثية"، معتبرة إياه "تجميلاً لوجه الاحتلال وصورته أمام المجتمع الدولي بدلاً من عزله ومحاكمة قادته كمجرمي حرب على ما اقترفوه من إرهاب وجرائم بحق شعبنا على مدار العصور".

وشددت الحركة، في مؤتمر صحفي عقدته في غزة مساء الاثنين (12|8) بحضور القيادي محمود الزهار وعضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية والناطق باسمها فوزي برهوم، على أنه "لا تفويض ولا شرعية لأبو مازن وفريقه التفاوضي بالتنازل عن شبر من أرض فلسطين أو أي من حقوق شعبنا في أرضه ووطنه وحق العودة"، على حد تعبيرها.

وقالت: "بعدما استطاع الشعب الفلسطيني واستطاعت مقاومته الباسلة أن تفرض معادلة جديدة في المنطقة، رسمتها بالدم، وأجبرت العدو الصهيوني على إدخال ملايين المستوطنيين إلى الملاجئ وبعدما استطاعت المقاومة لأول مرّة في تاريخ المنطقة ضرب حصون العدو في تل ابيب وفي القدس. وفي الوقت الذي استعادت فيه جماهير شعبنا وأمتنا دورها كصاحبة الكلمة والقرار في تقرير مصيرها؛ يطلّ علينا فريق المفاوضين المفرطين الذين تنازلوا قبل ذلك عن الثوابت المتمثلة في حق الإنسان في أرضه وعقيدته ومقدساته ليبدأ خطوة جديدة في مسلسل التنازلات محكوماً عليها مسبقاً بالفشل التام وباعتراف الجميع تحت حجة تحميل العدو الصهيوني مسئولية إفشال عملية التسوية التي استمرت أكثر من 22 عاماً".

واعتبرت أن هذه الخطوة تأتي "متزامنة مع حالة الانشغال التي تعيشها الثورات العربية في أوضاعها الداخلية في مشهد يكرر مشهد مفاوضات مدريد التي أفضت إلى اتفاق أوسلو المشئوم"، معربة عن استغرابها من "أن يذهب عباس وفريقه إلى هذه الخطوة التفاوضية متجاهلاً إجماع الشعب الفلسطيني بفصائله المختلفة بما فيها فصائل منظمة التحرير وفعالياته الاجتماعية على رفض هذا النهج الذي ينذر بتصفية القضية الفلسطينية".

ودعت كل فصائل الشعب الفلسطيني وقواه الحية للتوحد في مواجهة هذه الخطوة الجريمة لتصفية القضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة الإنسان والعقيدة والأرض، كما دعت جماهير الشعب الفلسطيني في شتى أماكن تواجده للتعبير عن رأيه وغضبه تجاه هذه الخطوة المشبوهة بكل الوسائل المشروعة والمتاحة، مطالبة في الوقت ذاته الجامعة العربية والدول العربية والإسلامية إلى "رفع الغطاء عن هذه العملية التفاوضية لما تمثله من تفريط بدماء الشهداء الذين ضحوا من أجل فلسطين والتنازل عن القدس والأقصى والمساس بوحدة الأمة وكرامتها".

وفي الوقت الذي أعلنت فيه "حماس" ترحيبها وسعيها الحثيث لتحرير أي أسير فلسطيني من سجون الاحتلال؛ أكدت على أن "طريق الحرية هو طريق البطولات والتضحيات، هذه الطريق التي عرفها كل فلسطيني وعربي في صفقة وفاء الأحرار وما سبقها من صفقات وليس على حساب ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه وكرامته".

وفي السياق ذاته؛ رأت الحركة أن "الحديث الآن من طرف السلطة عن المصالحة وسط هذه التنازلات الخطيرة يصبح ضرباً من العبث والاستهزاء بمشاعر الشعب ومتطلباته وثوابته".

وكررت "حماس" التأكيد على تمسكها بالثوابت الفلسطينية، موضحة أن "حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم وبيوتهم التي طردوا منها حق جماعي وفردي لكل فلسطيني لا يملك أحد أيا كان التنازل عنه أو المساومة عليه، ونؤكد رفضنا التوطين في أي مكان وندعو الدول العربية إلى رفض التساوق مع مثل هذه الطروحات الخطيرة".

كما أكدت على خيار المقاومة حتى تحرير فلسطين كل فلسطين وعودة اللاجئين كل اللاجئين وتحرير كل الأسرى وتطهير القدس وفتحها أمام المؤمنين من كل بقاع الأرض تحت السيادة الفلسطينية.

وقالت "إن كل من يراهن على عزل المقاومة أو الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني، واهم، لأننا عشنا في ظروف أقسى وأصعب من التي نمر بها الآن، ولم يمنعنا ذلك من مواجهة الاحتلال وطرده من غزة وإيلامه في أربعة حروب شهد العالم بشراستها وبسالة المقاومة".