شبكة قدس الإخبارية

الصحافة الفلسطينية في ظل السياسة

٢١٣

 

عمّار شروف
الصَحافة الفلسطينية حِراك مَلعون في الأسُس المَهنية التي تُدار بها، ليس هُناك أي ضوابط تَحفظ الحُقوق والواجبات كشعب فلسطيني في ظِل أوضاعه الحالية وتحت هيمنة الاحتلال، يُسيطر الإعلام على كافة الأشكال، فهي تقيد المُشاهد بِمشاهد معينة لتخدم مصالحها وسياساتها ولا توجد أي جريدة او قَناة إعلامية او إعلام ألكتروني فلسطيني إلا أنهُ تقع تَحت راية فَصيل مُعين، إذاً أين فَلسطين هُنا ؟ أين الشَعب وأين مصداقيتها التي تسير عليها هذهِ الصحافة والتي ترتبط باسم فلسطين كَشعب؟ وكلما أنطلقت قناة فلسطينة نقول رُبما هيّ ستكون الأفضل لنا ، ولكن نراها العكس ولا تختلف كثيراً عن سابِقاتها من الإعلام الفلسطيني. إذاً أين هو ميثاق العمل الصَحفي في الإعلام وأين الموضوعية، فباتت الصَحافة خطٌ أحمر يَجب الحَذر مِنه. فلِنتحدث قليلاً عن قناة فلسطين ومركزها الرئيسي مدينة ‘‘رام الله’’ التي تتبع لمنظمة التحرير الفلسطيني، وعن قناة الاقصى ومركزها الرئيسي مدينة ‘‘غزة’’ وتتبع سياسة معينة وهي سياسة حركة حماس. فقناة فلسطين الفضائية لا تتحدث باسم منظمة التحرير الفلسطينة كما تتحدث بإسم السُلطة وباسم فتح بِشكل خاص، وتتجاهل كافة الفصائِل الفلسطينية التي يجب ان تكون هذهِ الفضائية منبراً تتحدث باسمهم ولا تعتني بفصيل معين عن غيرة من الفصائل التي هي تحت ظِل منظمة التحرير الفلسطينية، وأما قناة الاقصى التي تخدم مصالح حركة حماس ولا تهتم لفلسطيين ككافة او مُعاناة الفلسطيني في مواجِهة الاحتلال أو حياتهُ الإجتماعية، إلا انها كانت واضحة منذ البداية بأنها أنطلقت لِتخدم مصالح معينة وَأتبعت هذا النهج منذُ البداية، وهِذه القنوات كان لهن دور كبير في الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، لأنهما لا تتمتعا بالحيادية والمصداقية للعمل الصحفي. نعم ما زال أعلامُنا الحالي مُنُقسماً لثلاثة أقسام: قِسم تابِع للسُلطة الحاكِمة وتقودها المصالح الرِئاسية ، أما القِسم الآخر وهو الإعلام التابِع للجماعات الإسلامية وَمن خلالهِ يَتم عَرض أفكارهم السياسية وأبراز هيئتهم وأصواتهم لأنهم لم يَجدوا بَديلاً آخر، والقِسم الثالث وهو القِسم المَغضوب علية مِن الطرفين الاعلام الحاكِم والاعلام التابِع للجماعات الأسلامية، وهو إعلام حُر وإمكانياته ضَعيفة وَغير مَسموع مِن قبل الجمهور لأننا أصبحنا نَتبع سياسات مُعينة ، والاعلام الاول والثاني رَسخها في عقول المتابعين. اذاً أين يسير الإعلام الفلسطيني الحالي؟ يسير الإعلام الفلسطيني على حافة الهاوّية أذا بقيَّ على حالة، ولا يعتبره المواطن الفلسطيني إعلام بإمكانة ان يوصل صوتة إلى الحكومة أو لِتسليط الضوء على حدث معين يهم مصالح الفلسطينيين بشكلٍ عام، أصبح المواطن لا يثق كثيراً بالإعلام الحالي في ظل الهيمنة والكبت الإعلامي، ويتسأل الكثير أين هو عن فلسطيني الداخل في ‘‘الناصِرة وحيفا وأم الفحم’’ وخاصةً أن هذهِ المدن يوجد بها عدد كبير من الفلسطينيين. والسؤال الآخر المطروح لماذا لا يواكِب الإعلام الفلسطيني كافة الاحداث العربية والعالمية، ولماذا أيضاً الإعلام الفلسطيني غير مسموع من قبل العالم رغم أننا نعيش تحت مُعاناة تفرضها علينا سُلطات الاحتلال في كافة المناطق الفلسطينية، وتعتبر فلسطين من المناطِق الساخنة للأحداث اليومية والتي تهم العالم أجمع، لماذا لا نستغل هذه الاحداث لنوصل بشاعة وقذارة هذا الإحتلال وجرائمة المختلفة بحق الفلسطينيين، أذن لِنهتم بالقضايا الفلسطينية ومعاناتها في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي ، وأن نرفع من صوت الإعلامي واعطاء الحُرية الكاملة للعمل الإعلامي بعيداً عن الضغوطات والتقييد المفروض عليه، ولِنعمل كمؤسسة إعلامية على إيصال الصورة الممتازة للإعلام العربي ونكون أكثر مِصداقية في مواكبة الأحداث اليوميّة وَبعيده عن المصالح الشخصية والهيمنة السياسية.