أثارت صور كبير مفاوضي فلسطين صائب عريقات بزميلته المفاوضة الاسرائيلية الجديدة تسيبي ليفني عاصفة من الجدل على صفحات الفيسبوك الفلسطينية والعربية، ليس فقط بسبب ظهور الراعي كيري في خلفية بعضها، ولكن بسبب اجواء الحماس التي تبدو على ليفني وعريقات وهما يدشنان موسم المفاوضات الجديد.
في الصورة الأكثر حضوراً يظهر عريقات وهو يمد يده لمصافحة ليفني فيما ترفع الاخيرة يدها للأعلى حتى تصل ليد نظيرها المفاوض بأكبر قدر ممكن من الحماس والقوة، في الوقت الذي تظهر فيه صورة ثانية الدكتور عريقات وهو يضع يده خلف ظهر ليفني ويدفعها للعبور قبله.
وانتشرت صور عريقات بشكل كبير في الفيسبوك، وكتب عدد من النشطاء "حتى في المفاوضات الجديدة نفس الوجوه من عريقات لـعبدربه، يا رجل غير الوجوه حتى نقول في امل بتحقيق انجازات وطنية"، فيما قال آخرون " المفاوضات حياة بالنسبة لصائب عريقات، فأين العجب في صوره الضاحكة والحماسية مع صديقته ليفني. لقد استعادت الحياة زخمها بالنسبة إليه". وسخر عدد من النشطاء من اللقاء قائلاً "هو لو صائب عريقات يخلي حد تاني يفاوض يمكن يروح النحس ويجيب نتيجة خلوني أنا أفاوض بداله أحسن"، وآخر كتب"شو بتتوقع نتيجة المفاوضات ؟ انا بتوقع مولود جديد بعد تسع شهور اسمو شلومو"، وعلق ناشط بالقول "تسيبي ليفني وزيرة العدل الإسرائلية بعد حرب غزة تمت إدانتها بأنها مجرمة حرب و هي اليوم حرة طليقة، تتصافح مع عريقات و تقبل كيري كأخته". لكن قراءة هذه الصور سياسياً بعيداً عن التقولات التي حفلت بها المواقع خلال اليومين الماضيين تبدو معقدة نسبياً لعدم وجود من يؤمن من الجانبين بأن جولة الراعي كيري الحالية يمكن أن تفضي لأي نتائج مختلفة.
بالتوازي يمكن قراءة الصور نفسها من الزاوية الشخصية والذاتية، فجولة المفاوضات الحالية التي يراد لها ن تتواصل لتسعة اشهر تضمن عودة ليفني بعد مشكلاتها الاخيرة في محيط حزبها للاضواء والواجهة.
بالمقابل برر قيادي فلسطيني للقدس العربي، حماس عريقات بالاشارة لشغفه في العودة للنشاط الذي يتضمن السفر الدائم واللقاءات المتعددة مع قادة العالم والمنطقة بين الحين والاخر بعد فترة ‘استرخاء اجبارية’ قضاها الرجل في ربوع رام الله بدون عمل حقيقي مع ما يتيسر من الاستهدافات الشخصية والشائعات على الطريقة الفلسطينية. أما بالنسبة للاسرائيليين فالمفاوضات مطلوبة لحد ذاتها لديهم حتى وان كانت بدون نتائج حيث تساهم في تخفيف الضغوط الاوروبية على اسرائيل خصوصا بعد التصعيد الاوروبي الاخير في ملف المستوطنات، كما تعدل في صورة التطرف الاسرائيلي وتظهر تل ابيب طرفا يهتم بعملية التفاوض.
على حد تعبير قيادي فلسطيني بارز تريد اسرائيل ‘عملية’ لكنها ليست مستعدة للتفاوض فعلا على السلام، ويمكن التقاط ما هو جوهري في موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جولة التفاوض المثيرة الجديدة عبر الاحاديث التي تبادلها مع مسؤولين بارزين في عمان.
عباس هنا تحديدا وبعد اجتماعه الطويل بجون كيري في عمان عبر عن قناعته بان جولة المفاوضات الجديدة لن تنتهي بتغيير حقيقي بمسار الامور ولا يوجد لها اي فوائد مشيرا الى ان الشرعية الحركية والمؤسساتية حصلت عليها هذه المفاوضات بتأييدها ومباركتها من قبل مؤسسات حركة فتح والسلطة.
وتبقى شرعية الشارع التي يمكن تحصيلها بالتركيز على ما يرى عباس انها نقطة يتيمة ووحيدة جيدة في هذه المفاوضات وهي اطلاق سراح محتمل لـ 104 من قدامى الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية.