تنشط في مدينة القدس المحتلة طوال فترة الصيف نشاطات ثقافية إسرائيلية مختلفة فيما تطلق عليه بلدية الاحتلال "موسم الثقافة في القدس". ويتخلل هذا الموسم الإسرائيلي عروض فنية ومهرجات متعددة، من بينها "مهرجان القدس للموسيقى المقدسة/الدينية".
يغري موضوع الموسيقى الدينية بالبحث أكثر في موقع المهرجان، لأن السؤال الذي يقفز للأذهان منذ اللحظة الأولى لقراءة العنوان هو "هل هناك من يمثل موسيقى صوفية عربية مثلا؟". قاد البحث إلى معلومات أكثر عن فنانين عرب يشاركون في هذا المهرجان أو شاركوا مسبقاً في مشاريع موسيقي "مشتركة" مع الإسرائيليين. يسوق ذلك على أنه محاولة موسيقية للتعبير عن "الثقافات التي تتشارك المنطقة".
يبدأ الجواب بالتلويح لنا عند قراءة التعريف الخاص بالمهرجان. يقول الموقع في صفحته العربية بأنه ينفرد لكونه "يربط بين أفضل الموسيقيين من بلدان وأديان مختلفة ومتنوعة وبين المدينة الأكثر قداسة في العالم، وهي مدينة حيث الألحان المقدسة هي جزء لا يتجزأ من الموسيقى التصويرية اليومية على مدى آلاف السنين".
كما يفخر المهرجان بأن أماكن فعالياته في القدس المحتلة "عابرة للأديان" فيقول :"حتى المواقع التي يُقام فيها المهرجان، ابتداءً من برج داوود بين أسوار البلدة القديمة، ومرورًا بمغارة القطن في شرقي المدينة وحتى جمعية الشبان المسيحية - وهي إحدى أجمل المباني البارزة في القدس التي تجمع بين العناصر المعمارية المسيحية واليهودية والإسلامية من خلال رؤية لتعزيز الصداقة الحميمية والصداقة بين الأديان - هي كلها مشبعة بالأهمية الروحية الدينية وترتقي بالموسيقى التي تُعزف فيها إلى مستويات أخرى. بفضل البرنامج الفني الفريد من نوعه والموسّع فإن المهرجان يسعى إلى تقديم مساهمته المتواضعة لإنشاء جسر واتصال موسيقي ثقافي بين الشعوب التي تتقاسم هذه المدينة".
إذن وضحت الصورة عن المهرجان، وتبدت طبائعه التطبيعية، والاستشراقية في بعضها. فماذا عن المشاركين؟
في إحدى فعاليات المهرجان التي تنظم يوم 21 آب بالقرب من باب العامود، سيتم اطلاق ألبوم "مشروع رأس سيناء"، بالبحث أكثر عنه نجد أنه مشروع موسيقي اشترك فيه موسيقيون من "إسرائيل" والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر كانوا يجتمعون في رأس سيناء (رأس سيناء أو رأس الشيطان، هي قرية مصرية على مشارف البحر الاحمر في أقصى جنوبي شبه جزيرة سيناء)، ويتشاركون الغناء والتأليف الموسيقي. وتظهر في الفيديو المنشور على موقعهم لإطلاق إحدى أغانيهم الممثلة المصرية نهى العمروسي.
وفي فعالية إطلاق الألبوم ضمن هذا المهرجان الإسرائيلي سيشارك المغني الأردني باسل خوري، الذي سبق واشترك في ستار أكاديمي، وسبق أن ألغى مشاركته في حفل في ميناء يافا نيسان الماضي يشارك فيه إسرائيليون وذلك بعد تلقيه تهديدات، كما أنه عضو في فرقة موسيقية باسم "عدوّي المفضل" مع موسيقي أردني آخر وموسيقييْن إسرائيليين.
[caption id="attachment_24318" align="aligncenter" width="200"] الموسيقي الأردني باسل الخوري[/caption]وكانت الحركة الشعبية الأردنية لمقاطعة الكيان الصهيوني قد دعت في بيان لها في آذار المنصرم أعضاء فرقة "عدوي المفضل" الأردنيين إلى الانسحاب من الفرقة، جراء قيامها بما وصفته "أنشطة تطبيعيّة، منها إحياء حفل في منزل السفير الإسرائيلي بعمان، وآخر في كنيس يهودي بنيويورك" في شباط الماضي.