خاص شبكة قدس - تصاعد التراشق الإعلامي في الآونة الأخيرة بين حركتي فتح وحماس على خلفية الأحداث الدائرة في مصر بين مؤيدي الرئيس المصري المعزول "محمد مرسي" وبين مؤيدي قائد الجيش المصري "عبد الفتاح السيسي".
وجاء التراشق الإعلامي على خلفية جملة من الإتهامات وجهتها حركة حماس لحركة فتح بمحاولة زج قطاع غزة وحركة حماس بالمشاركة في الأحداث الدائرة في مصر بالإضافة الى نشر المواقع التابعة لحركة فتح عشرات الأخبار حول تواجد عسكري لحركة حماس في سيناء وصولاً إلى نشر موقع صوت فتح الإخباري خبر مفاده نية الجناح العسكري لحركة حماس "كتائب القسام" اقتحام الحدود في يوم العاشر من رمضان، وهو ما لم يحدث في ذلك التاريخ.
وعلى الاتجاه الآخر انبرت مواقع تتبع حركة حماس بالرد على ما تنشره مواقع حركة فتح عبر ما قالت أنه وثائق لزج قطاع غزة في الصراع الدائر في مصر وتوريط القطاع في صراع مع الجيش المصري على حد وصف تلك المواقع.
وتضمنت ما نشرته مواقع حركة حماس وثائق تظهر مراسلات داخلية في حركة فتح بين اقليم فتح في مصر وقيادة الحركة في رام الله، بينما ظهر في وثيقة أخرى مراسلة من قائد جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج الى الرئيس " أبو مازن".
وترافقت حالة الشحن المتبادل بين حركتي فتح وحماس تحليق للطيران المصري في سماء قطاع غزة لأول مرة منذ خروج مصر من قطاع غزة عقب هزيمة العام 1967، وهو ما اعتبر سابقة من نوعها، وتكررت حادثة التحليق خلال الثلاثة اسابيع الماضية لأكثر من ثلاث مرات وهو ما دفع القيادي في حركة حماس وعضو مكتبها السياسي موسى ابو مرزوق للتساؤل عن الهدف من تحليق الطيران المصري في أجواء القطاع وهل هو اشارة الى عودة السيادة المصرية قطاع غزة.
ولازالت حركتي فتح وحماس تتبادلان الدعوات بعدم التدخل في الشؤون المصرية، وهو ما ظهر من خلال حديث الناطق باسم حركة فتح "أحمد عساف" الذي وصف نقل فضائيات فلسطينية تتبع حركة حماس للإعتصامات المؤيدة لعودة الرئيس المصري المعزول " محمد مرسي" تدخلاً في الشأن المصري الداخلي. في حين تواصل حركة حماس توجيه اتهاماتها لعناصر من حركة فتح غادروا قطاع غزة عقب احداث الإنقسام التي جرت في العام 2007 والذين في غالبيتهم يتبعون المؤسسة الأمنية الفلسطينية.
"العربية ومعا"
وخلال الأيام الماضية سلّط عدد كبير من نشطاء الفيسبوك الضوء على ما قالوا إنه تغطية غير محيادة لقناة العربية للاحداث التي تدور في مصر، وترجمت الإتهامات لقناة العربية بعدم الحيادية بإطلاق دعوات عبر الفيس بوك بحذف قناة العربية من "الريسفيرات" ، ويربط نشطاء الفيس بين الموقف السياسي لدول الخليج من عزل الرئيس المصري" محمد مرسي" وبين اداء قناة العربية التي تتلقى التمويل من السعودية ويقع مقرها الرئيسي في دولة الإمارات العربية المتحدة التي هاجمت حكم الإخوان في مصر وباركت خطوة عزل الرئيس المصري " محمد مرسي" عبر حزمة من المساعدات الإقتصادية التي قامت بتقديمها دول الخليج للحكومة المصرية المعينة والتي شملت ضخ مليارات الدولارات على شكل ودائع في البنوك المصرية، كما تم اعطاء مصر مساعدات من المشتقات البترولية.
الموقف من تغطية قناة العربية للأحداث في مصر وربط قطاع غزة بما يدور في مصر لم يتوقف على دعوات نشطاء الفيسبوك، حيث انتقلت الإتهامات لقناة العربية للموقف الرسمي لحركة حماس، التي أصدرت بيان وصفت ما تقوم به قناة العربية ضد قطاع غزة بالدور المشبوه مطالبة الحكومة في غزة باتخاذ موقف تجاهها.
الموقف الذي تفجر ضد بعض وسائل الإعلام في غزة يعكس حالة التوتر التي تعيشها الساحة الفلسطينية نتيجة الأوضاع في مصر، حيث أصدر النائب العام في غزة قرارا بإغلاق مكتبي قناة العربية ووكالة معا الفلسطينية.
وجاء اغلاق مكتب وكالة معا في اعقاب نشرها لتقرير مترجم عن موقع ديبكا "الإسرائيلي" تحدث عن تسلل قيادات الإخوان الى قطاع غزة، وإقامة غرفة عمليات في فندق beach hotel وهو ما اعتبرته حركة حماس نوعا من التحريض على قطاع غزة.
وكالة معا بدورها دافعت عن نفسها على لسان رئيس تحريرها "ناصر اللحام" بالحديث عن أن الخبر مترجم، وانها ليست من قامت بصناعة الخبر، وتساءل اللحام في تعقيبه لماذا تجيز مواقع حماس لنفسها النقل عن المواقع الإسرائيلية ضد السلطة والرئيس أبو مازن ولا تقبل أن يتم النقل ما تنشره المواقع العبرية عنها.
"تهديدات متبادلة"
ولازالت تشكل شبكة التواصل الإجتماعي الساحة الأبرز لأحداث الصراع والتهديدات بين مؤيدي حركتي فتح وحماس، واللذان انقسموا حسب ما يتم نشره الى فريقان أحدهما داعم لعودة الرئيس المصري المعزول " محمد مرسي" وهم انصار حركة حماس، في حين يؤيد أنصار حركة فتح قائد الجيش المصري "عبد الفتاح السيسي" في عزل الرئيس المصري" محمد مرسي".
ويعتبر البعدان الإيدلوجي والمصلحي هما الأبرز في دعم كل طرف لأحد الفرقاء في مصر، فأنصار حركة حماس تعتبر حركة الإخوان المسلمين هي المرجعية الأم التي انبثقت حركة حماس عنها وتتخذ من ادبايتها جزء من ادبايتها.
في حين يؤيد أنصار حركة فتح قائد الجيش المصري" عبد الفتاح السيسي" وذلك على أمل ان تشكل حالة التغيير في مصر فرصة للإطاحة بحكم حماس في غزة ويندرج ضمن هذا الإطار الإتهامات عن محاولات من حركة فتح لتوريط القطاع في مواجهة مع الجيش المصري.
ويبقى السؤال الأبرز إلى أي مدى ستؤثر أحداث الصراع الدائر في مصر بين الجيش وبين القوى المؤيدة لعودة الرئيس المصري المعزول "محمد مرسي" على الوضع الداخلي الفلسطيني وهل الأمور مرشحة للتطور تبعا للتطور الأوضاع في مصر؟