أصدرت محكمة أمريكية حكماً يقضي بأنه لا يمكن للأمريكيين تسجيل مكان ولادتهم كـ"إسرائيل" في حال وُلِدوا في القدس. وذكرت وكالة أبناء "رويترز" بأن المحكمة المؤلفة من ثلاثة قضاة اعتبرت أن القانون الذي صدر عام 2002 والذي يسمح بالأمريكيين المولودين في القدس بأن يدرجوا "إسرائيل" كمكان ولادتهم هو قانون غير دستوري.
وترى محكمة الاستئناف الأمريكية في ولاية كولومبيا أن الرئيس الأمريكي هو المخول الوحيد للقرار في الأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية وليس الكونعرس، وبناء على ذلك فإن الرئيس الأمريكي هو الوحيد الذي يقرر "من يسيطر على الأماكن التاريخية للمدينة المقدسة المتنازع عليها بين الإسرائيليين والفلسطينين"، ولا صلاحية للقانون الصادر في ذلك.
وفي حكمها، أشارت القاضية كارين هندرسون، بأن الرئيس الأمريكي "هو من يملك بالكامل السلطة للقرار بالاعتراف بكيان أجنبي يتمتع بالسيادة". وينص هذا القرار على أن مدينة القدس تعد "موضع نزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين" وعلى هذا النحو لا يمكن للأمريكيين المولودين في القدس أن يدرجوا اسم "دولة إسرائيل" كمكان ولادتهم.
وكانت الدعوى القضائية قد قدمها آري ونعومي زيفوتوفسكي، والدا "مناحيم"، الذي وُلد في القدس عام 2003. وكان الوالدان قد طالبا بتنفيذ القانون الذي أقره الكونجرس الأمريكي عام 2002. إلا أن قرار المحكمة في كولومبيا قد قضى بأن تبقى "القدس" في خانة "مكان الولادة" دون ذكر اسم الدولة. هذا وقد أحجمت وزارة الخارجية الأمريكية المسؤولة عن إدارة جوازات السفر عن إنفاذ القانون كونه "ينتهك مبدأ الفصل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية المنصوص عليها بالدستور الأمريكي". وقال محامي أسرة زيفوتوفسكي إن الأسرة تعتزم طلب رأي المحكمة العليا مجددا.
يشار إلى هناك ما يقارب 50 ألف أمريكي ولدوا في القدس. ويذكر أن الولايات الأمريكية المتحدة قد امتنعت منذ قيام دولة الاحتلال عام 1948 عن ابداء موقفها من المكانة القانونية لمدينة القدس، تاركة إياها لـ"محادثات السلام المستقبلية"، وقد أجل الرئيس الأمريكي عدة مرات تنفيذ قرار يقضي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس للسبب ذاته.