شبكة قدس الإخبارية

أهالي الأسرى الأردنيين.. رمضان آخر بدون الأحباب

هيئة التحرير

في حين تنتظر العائلات أذان المغرب بلهفة لتجمعها سفرة طعامٍ واحدة، يتساعدون في إعدادها، يمضي الأسرى الأردنيون، والبالغ عددهم 25 أسيراً، يخوض منهم 5 فقط اضراباً عن الطعام منذ الثاني من أيار لهذا العام، محكومياتهم في سجون الاحتلال مستمرين بقضاء رمضان جديد بعيداً عن عوائلهم، وبين أربع جدران في زنازين المحتل. 

رمضان من بعده رمضان وحضورهم على الطاولة أمنية

عن هذا قالت والدة الأسير الأردني من أصول فلسطينية عبد الله البرغوثي (40 عاماً): "الأمر مؤلم، أن تحرم من رؤيتهم وتحرم من رفقتهم برمضان خاصة كونه شهر العائلة". الأسير البرغوثي صاحب أطول حكم في تاريخ الصراع مع المحتل حيث حكم بالسجن 67 مؤبداً، وهو يقضي عامه الرابع عشر في سجون المحتل، وعائلته محرومة من زيارته.

وتكمل الوالدة حكايته، فتقول بأن "عبد الله قضى 3 شهور رمضانية وهو مطارد و 9 من شهور رمضان في العزل الانفرادي، واليوم يفطر على قليل من الماء والملح"، وتكمل "لا شعور أصعب من أن تعد الساعات وأنت تنتظر نهايته لا سمح الله، إلى أن ينتهِ حكم المؤبد "أتتوقعين أن أعيش لأراه أو يراني؟ !! لا يوجد أمل ولو 1% لكن حبال الرجاء بقربه لا تنقطع. يوجعني أبناؤه حين يسألون عن آخر الأخبار بشأن أبيهم عبد الله أكثر من أي شيء آخر. أتمنى حريته القريبة كي يتناول فطوره معنا ويسعد أبناؤه به".

أما الأسير أكرم زهرة فهذا هو رمضان الثالث عشر الذي يقضيه بعيداً عن العائلة - بحسب زوجته التي تقيم بالقدس المحتلة حالياً-، فيما يقضي هو حكماً بالسجن لـ 16 عاماً، فيما يقضي  الأسير إبراهيم حامد رمضانه الثاني عشر  في سجون الاحتلال، وهو محكوم بالسجن 54 مؤبداً، ورغم حكمه لم تيأس عائلته "أمه وأبوه" من التظاهر في قرية سلواد في رام الله المحتلة، وكذلك وزوجته في العاصمة الأردنية عمّان،  على أمل أن يكون رمضان القادم بينهم، منتظرين أن تجمعهم فيه فرحة العيد كي لا يشتعل فتيل الحنين.

فيما قالت زوجة الأسير علاء حماد بأن رمضان الحالي هو السابع لزوجها في الأسر، معتبرةً أن رمضان لهذا العام هو الأصعب على نفسها والأصعب على زوجها كونه قد دخل عليه رمضان وهو مضرب عن الطعام، كما أنه يعاني من ضعف في البصر ازداد سوءاً بعد إضرابه، كما يعاني أوجاعاً في المفاصل تمنعه من التحرك بسلاسة، لتبقى الأمنية الأسمى أن يشارك الأسرى ذويهم رمضان ولو لمرة واحدة. ورغم قسوة البعد والحرمان، تبقى إمكانية التواصل محدودة أو شبه معدومة بين أهالي الأسرى وذويهم في السجون، فقد حرموا جميعا من التواصل المباشر مع ذويهم إلا من خلال المحامي أو عن طريق رسائل الصليب التي تصل متأخرة دائماً هي حلقة الوصل الرمضانية الشهرية التي تبعث بروح الأمل في نفوس أهليهم.

ومع غياب الرعاية الصحية داخل السجون، يدق ناقوس الخطر مؤذناً بحالة صحية غير جيدة بشكل عام للأسرى، كما هي حالة الأسير علاء حماد، إلا أن الأسير عبد الله البرغوثي يحتل المرتبة الأسوأ بين الأسرى في تردي وضعه الصحي،  حيث يعاني من ضمور في الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ بسبب عدم قدرة القلب على تغذية تلك الأوعية نتيجة لإضرابه عن الطعام، وكانت إدارة سجون الاحتلال قد قررت اجراء عملية له في يده اليسرى ثم قررت تأجيلها، بالإضافة إلى انسداد في الشرايين وعدم انتظام دقات القلب، ومشاكل في الكبد والكلى، وجفاف الجلد وتدني مستوى الرؤية بشكل حاد.

ليث الكناني وشهور رمضانية برفقته لا تأتِ

[caption id="attachment_23258" align="aligncenter" width="186"]998043_485657311521523_1209511228_n ليث الكناني[/caption]

أما عائلة المفقود ليث كناني تقضي شهرها الرمضاني السادس بدونه، وهو أحد المفقودين الأردنيين في فلسطين منذ عام 2007، والذي اختفى بعدما أخبر عائلته بنيته الذهاب من مصر حيث يدرس الماجستير إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، فهو لا يملك هوية فلسطينية تمكنه من الدخول إلى مناطق الضفة الغربية، وبعد أن  توجه إلى فلسطين المحتلة اختفت آثاره، وهو ما جعل العائلة تعيش على أمل أن يعود حياً بعدما أكد لهم الصليب الأحمر أن اسمه غير مدرج ضمن قوائم المعتقلين، عسى أن يكون في رمضان القادم بينهم.

الاعتصامات التضامنية مستمرة رغم رمضان و"الحكومة الأردنية شغل وعود"

وحول أهمية الفعاليات والاعتصامات التي يقوم بها الأهالي خاصة في رمضان ومدى جدواها قالت زوجة الأسير إبراهيم حامد "الاعتصامات اليومية تترك بصمة على صحتنا ونفسياتنا"، مطالبة الحكومة بوضع قضية الأسرى في سجون الاحتلال على رأس أولوياتها فالأمر يتعدى معاناة "شهرين من الاضراب" على حد قولها ويمتد لعشرات السنين القادمة.

ومن جانبها اعتبرت والدة الأسير عبد الله البرغوثي بأن "الحكومة الأردنية لا شغل لها سوى إلقاء الوعود في وجوه أهالي الأسرى، مشيرة إلى أن القرار الاردني ليس بيد الحكومة وهم لا يتأملون منهم شيئاً".

أما والدة الأسير أكرم زهرة فقد أعربت عن أسفها من ردة فعل الحكومة الأردنية، حيث قالت بأن "نادي الأسير الفلسطيني" اهتم بالأسير الأردني في إضرابه أكثر من الحكومة الأردنية، إلا أن زوجة الأسير علاء حماد قالت بأن: "الحكومة الأردنية يجب أن تبذل أقصى جهودها لتحرير الأسرى، فهم يملكون أوراق ضغط مثل اتفاقية وادي عربة وإن استخدمتها سينال أبناؤنا الفرج، وهم أبناء هذا الوطن ضحوا من أجله ومن أجل حرية الجميع".

فيما رفضت أخت المفقود ليث الكناني توجيه رسالة للمسؤولين تعبيراً عن يأسها منهم بل وجهت رسالة للشعب الأردني على اختلاف أطيافه معتبرة أن الزمن في وقت الربيع العربي كفيل بخلق شباب مبادر قادر على تحميل المسؤولين مسؤولياتهم.

وفي رسالة أخيرة وجهها الأهالي لذويهم الأسرى، أوصوهم بالصبر والثبات والمرابطة وخاصة المضربين عن الطعام، كما قالت والدة الأسير عبد الله البرغوثي لابنها "ظلك مستمر ع طريقك ما حدا بياخذ عمرين".

التقرير بالتعاون مع فريق "فداء"

 970976_485657724854815_981980400_n 993631_485656851521569_1890547287_n 1001687_485657364854851_823890861_n 1010359_485656974854890_1059382509_n