نشرت صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية في عددها الصادر اليوم تقريرا مفصلا عن جولات المحادثات التي توصل اليها الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني طوال الفترة الماضية، وأشارت الصحيفة في تقريرها الى ان هناك فجوات عميقة كما وصفتها تعذر بها الوصول الى اتفاق دائم وشامل بين الطرفين.
الحدود
وأوضحت الصحيفة أن مسألة الحدود ستكون الأكثر تعقيدا خلال المفاوضات وسيتطلب تنازلات "مؤلمة" لكلا الطرفين في مسعى للوصول الى حل بخصوص هذه القضية، مشيرة إلى أن مسألة الحدود كانت عليها مشاكل خلال السنوات الماضية وأثرت على الزعماء السياسيين، وبالنسبة لاسرائيل، فمنذ انتخاب "نتنياهو" رئيسا للوزراء قال "إنه مستعد للتنازل عن مناطق واسعة في الضفة الغربية واخلاء بعض المستوطنات".
في المقابل اوضح منذ بداية مسيرته السياسية كرئيس للوزراء "أنه لن يتخلى عن تجمعات المستوطنات الكبرى بالضفة وهي "اريئيل، غوش عتصيون، معالي ادوميم"، والتي قال "إن تلك المستوطنات ستبقى جزءا من اسرائيل".
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن "نتنياهو" قرر البناء في منطقة "E1" الواقعة بين مستوطنة "معاليه ادوميم والقدس" الأمر الذي يعتبره الفلسطينيون خطا احمر وهددوا بالتوجه الى الامم المتحد لشجب واستنكار البناء الاستيطاني بتلك المنطقة، إلا أن تلك القضية لن تكون شوكة في حلق المفاوضات ويمكن تجنبها.واشارت الصحيفة في تقريرها الى أن الفلسطينيين سيناقشون خيارات رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق "ايهود اولمرت" حيث وعد بنقل جميع أراضي الضفة لصالح الفلسطينيين، بالاضافة الى أراضي قرب قطاع غزة، وذلك كتعويض عن بناء الكتل الاستيطانية الكبرى، واوضحت الصحيفة أن هذه القضية تم النقاش عليها بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وايهود باراك بحسب "يديعوت".
وأضافت الصحيفة "أنه في هذا الوقت يقول نتنياهو "إن اسرائيل لن تساوم على هذه القضية"، وأصر على أن قضية المستوطنات ستكون تحت السيادة الاسرائيلية ولا يمكن التنازل عنها، بعكس قرارات اولمرت".
وبالنسبة لقضية مدينة القدس فقد اوضحت الصحيفة أنه "في عهد الرئيس عباس واولمرت تم الحديث أن تبقى المدينة تحت اشراف دولي، لكن طلب وقتها الرئيس عباس ان تكون عاصمة لفلسطين، ورد اولمرت بالقول ان القدس لن تكون تحت سيادة اي من الطرفين".الأمن
وأكدت الصحيفة أن قضية الامن تعتبر قضية أيضا عالقة، ومن مطالب نتنياهو أن تنشئ دولة فلسطينية منزوعة السلاح، "القصد هنا أن تكون دولة من غير جيش نظامي، ولا دبابات، ولا اسلحة ثقيلة مثل الصواريخ"، ومطالب نتنياهو ان تقوم دولة فلسطينية تحت اشراف دولي.
وفي هذا الشأن يعرب الفلسطينيون عن معارضتهم ان تنشأ دولة منزوعة السلاح، كما أنهم عارضوا على سيطرة "إسرائيل" على المجال الجوي، وأيضا وجود عسكري على أراضيها.
اللاجئين
واعتبرت صحيفة "يديعوت احرنوت" قضية اللاجئين ايضا من الامور التي لا يمكن ان يتم التوصل الى اتفاق حولها حتى لو استمرت المفاوضات لمئات السنين، فقد كان موقف الحكومة الاسرائيلية بأنها لن تسمح بعودة الاف اللاجئين الى ديارهم، حيث طرح نتنياهو هذه القضية على الراي العام الاسرائيلي وكانت النتيجة الرفض القاطع، واعتبر بعض السياسيين في "إسرائيل" أن قضية اللاجئين من الأمور التي لن تساوم عليها حكومة الاحتلال وستبقى عالقة.
وفي نهاية التقرير تطرقت الصحيفة إلى أن حكومة نتنياهو تطالب الجانب الفلسطيني بالاعتراف بيهودية الدولة وهذا أمر وضعه نتنياهو لاستكمال المفاوضات، والجانب الفلسطيني طلب تجميد الاستيطان والاسرى والحدود، كل هذه الشروط تعتبر تعجيزية بالنسبة للطرفين.
وأشارت الصحيفة الى أن هناك غموضا وراء تجديد المفاوضات حيث الجميع ينتظر بأن تثمر جهود كيري والولايات المتحدة، وأن تؤدي إلى نتائج إيجابية، وختمت الصحيفة قولها "إن اية مفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين يجب ان تكون هناك تنازلات مؤلمة، وإلا لن تنجح على مدار السنوات القادمة".