شبكة قدس الإخبارية

جيش الاحتلال لا يعترف بالاتفاقيات: 875 خرقا في غزة و411 شهيدا خلال 73 يوما

doc-88p789g-1766255242

قطاع غزة - شبكة قدس الإخبارية: بعد 73 يوما من اتفاق وقف إطلاق النار، يواصل جيش الاحتلال ارتكاب انتهاكات فاضحة وجسيمة في قطاع غزة، بعدما تم تسجيل 875 خرقا، مما أدى إلى استشهاد 411 فلسطينيا وإصابة ألف و112، فيما يواصل فرض قيود مشددة على حركة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة رصد "875 خرقا للاتفاق، من بينها 265 جرائم إطلاق نار مباشرة ضد المدنيين، و49 جريمة توغل للآليات العسكرية داخل المناطق السكنية".

كما رصد "421 جريمة قصف واستهداف لمواطنين عزل ومنازلهم، و150 جريمة نسف وتدمير لمنازل ومؤسسات وبنايات مدنية".

وأوضح المكتب أن هذه الخروقات أسفرت عن "استشهاد 411 مواطنا، وإصابة 1112 آخرين، إلى جانب 45 حالة اعتقال غير قانوني نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف أن الاحتلال أخلّ بالتزاماتها الإنسانية "إذ سمحت بدخول 17 ألفا و819 شاحنة من أصل 42 ألفا و800 شاحنة كان يفترض إدخالها خلال تلك الفترة، بمتوسط يومي 244 شاحنة فقط من أصل 600 شاحنة مقررة يومياً، وبنسبة التزام لا تتجاوز 41 في المئة".

ولفت إلى أن "هذا الإخلال الجسيم أدى إلى استمرار نقص الغذاء والدواء والماء والوقود، وتعميق مستوى الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة".

وتابع "كما بلغت شحنات الوقود الواردة إلى قطاع غزة خلال الفترة ذاتها 394 شاحنة فقط من أصل 3 آلاف و650 شاحنة وقود يفترض دخولها، بمتوسط 5 شاحنات يوميا من أصل 50 شاحنة مخصصة وفق الاتفاق".

وذكر أن هذا "يعني أن الاحتلال قد التزم بنسبة 10 في المئة فقط من الكميات المتفق عليها بخصوص الوقود، وهو ما يُبقي المستشفيات والمخابز ومحطات المياه والصرف الصحي في وضع شبه متوقف، ويفاقم المعاناة اليومية للسكان المدنيين".

وعلى صعيد إيواء النازحين، حذّر المكتب من "أزمة إنسانية عميقة وغير مسبوقة" في القطاع، في "ظل إصرار الاحتلال الإسرائيلي على إغلاق المعابر، ومنع إدخال الخيام والبيوت المتنقلة والكرفانات ومواد الإيواء، في انتهاك صارخ لبنود الاتفاق وللقانون الدولي الإنساني".

وذكر أن "هذه السياسات التعسفية، بالتزامن مع المنخفضات الجوية التي ضربت قطاع غزة مؤخراً، أدت إلى انهيار 46 منزلا ومبنىً كانت متضررة ومقصوفة سابقا، ما أسفر عن استشهاد 15 مواطنا، انهارت فوق رؤوسهم البنايات التي لجؤوا إليها بعد فقدانهم لمساكنهم الأصلية، في ظل غياب أي بدائل آمنة".

وأضاف المكتب "كما سُجّلت وفاة طفلين نتيجة البرد الشديد داخل خيام النازحين، في وقت خرجت فيه أكثر من 125 ألف خيمة عن الخدمة، ولم تعد صالحة لتوفير الحد الأدنى من الحماية لما يزيد عن 1.5 مليون نازح".

وبين أن ذلك "يأتي مع اقتراب دخول قطاع غزة فترة الأربعينية المعروفة ببرودتها القاسية القارسة، ما ينذر بوقوع وفيات جديدة في صفوف النازحين إذا استمر هذا الإهمال المتعمّد".

وأشار المكتب إلى أنه "لا يزال 3 مواطنين في عداد المفقودين تحت أنقاض مبانٍ انهارت بفعل المنخفض الجوي، وكانت قد تعرّضت لقصف سابقٍ من الاحتلال، في مشهد يُجسّد بوضوح حجم الكارثة الإنسانية وسياسة الاحتلال غير الإنسانية وحرمان المدنيين من أبسط مقومات الحياة".

وأكد أن "استمرار هذه الخروقات والانتهاكات يعد التفافا خطيرا على وقف إطلاق النار، ومحاولة لفرض معادلة إنسانية تقوم على الإخضاع والتجويع والابتزاز".

وحمّل المكتب "الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة عن التدهور المستمر في الوضع الإنساني، وعن الأرواح التي أُزهقت والممتلكات التي دمرت خلال فترة يُفترض فيها أن يسود وقف كامل ومستدام لإطلاق النار".

ودعا المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والجهات الراعية للاتفاق، والوسطاء والضامنين، "إلى تحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ التزاماته كاملة دون انتقاص، وضمان حماية المدنيين".

كما نبه على ضرورة "تأمين التدفق الفوري والآمن للمساعدات الإنسانية والوقود، وإدخال الخيام والبيوت المتنقلة والكرفانات ومواد الإيواء، وفق ما نصّ عليه الاتفاق، وبما يُمكّن من معالجة الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة".