شبكة قدس الإخبارية

خطوة غير مسبوقة.. إدارة ترامب تبحث فرض عقوبات على الأونروا وإعلانها "منظمة إرهابية"

AFlict-2-1734745114

متابعات قدس الإخبارية: أكدت وكالة "رويترز"، اليوم الخميس، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يجرون مناقشات متقدمة بشأن فرض عقوبات متعلقة بـ"الإرهاب" على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، مما يثير مخاوف قانونية وإنسانية بالغة داخل الولايات المتحدة.

وتعمل الأونروا في غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا، حيث تقدم مساعدات وخدمات تتعلق بالتعليم والرعاية الصحية والاجتماعية إلى جانب توفير المأوى لملايين الفلسطينيين.

ويصف مسؤولون كبار في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الأونروا بأنها العمود الفقري للاستجابة الإنسانية وتقديم المساعدات في غزة، حيث تسببت الحرب الإسرائيلية على مدى عامين؛ في كارثة إنسانية.

ومع ذلك، تتهم إدارة ترامب الأونروا بالارتباط بحركة حماس، وهي اتهامات نفتها الأونروا بشدة.

ولطالما كانت واشنطن أكبر مانح للأونروا، لكنها أوقفت تمويلها في يناير كانون الثاني 2024 بعد أن اتهمت إسرائيل نحو 12 من موظفي الوكالة بالمشاركة في الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر 2023.

ثم اتهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الوكالة في أكتوبر الماضي، بأنها أصبحت "تابعة لحماس"، التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية في عام 1997.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت المناقشات الأمريكية الحالية تركز على فرض عقوبات على الوكالة بأكملها، أم فقط على مسؤولين محددين في الأونروا أو أجزاء من عملياتها، ولا يبدو أن المسؤولين الأمريكيين استقروا على النوع المحدد من العقوبات التي قد يفرضونها على الأونروا، بحسب "رويترز".

ونقلت "رويترز" عن مصدرين، قولهما إنه من بين الاحتمالات التي ناقشها مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية إعلان الأونروا "منظمة إرهابية أجنبية"، إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كان هذا الخيار -الذي من شأنه أن يسبب عزلة مالية شديدة للأونروا- لا يزال محل بحث جاد.

ويُتوقع أن يؤدي أي تحرك شامل ضد المنظمة بأكملها إلى إرباك جهود إغاثة اللاجئين وشل الأونروا التي تواجه بالفعل أزمة تمويل.

وأفادت "رويترز" أن فرض عقوبات على الأونروا لأسباب تتعلق بـ"الإرهاب" سيكون أمرا صادما وغير اعتيادي، إذ إن الولايات المتحدة دولة عضو والبلد المضيف للأمم المتحدة، التي أنشأت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في عام 1949.

وقال وليام ديري، مدير مكتب الأونروا في واشنطن، إن الوكالة "ستشعر بخيبة أمل" إذا كان المسؤولون الأمريكيون يناقشون بالفعل تصنيفها "منظمة إرهابية أجنبية"، مضيفا أن "هذه الخطوة ستكون "غير مسبوقة وغير مبررة".

وقال ديري "منذ يناير 2024، تحقق أربع جهات مستقلة في حيادية الأونروا، من بينها مجلس الاستخبارات الوطنية الأمريكي. وتوصلت جميعها إلى نفس النتيجة، وإن كان ذلك قد حدث في أوقات مختلفة ومن وجهات نظر مختلفة، وهي أن الأونروا جهة إنسانية محايدة لا غنى عنها".

ونقلت "رويترز" عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية وصفه الأونروا بأنها "منظمة فاسدة لها سجل حافل مثبت في مساعدة وتحريض الإرهابيين". وقال المسؤول "كل شيء مطروح على الطاولة. ولم تُتخذ أي قرارات نهائية بعد".

ولم يرد البيت الأبيض على طلبات للتعليق. وتملك وزارة الخارجية الأمريكية ووزارات أخرى خيارات متعددة للعقوبات تتيح لها بوجه عام تجميد أصول وفرض حظر سفر يستهدف أفرادا وكيانات بعينها.

ويُعد تصنيف "منظمة إرهابية أجنبية" من بين أشد الأدوات المتاحة لواشنطن، وعادة ما يخصص هذا التنصيف لمجموعات تقتل مدنيين.

ويساهم عشرات من أكبر حلفاء الولايات المتحدة في تمويل الأونروا، الأمر الذي يثير تساؤلات حول ما إذا كان مسؤولون أجانب ربما يواجهون عقوبات بسبب دعمهم للوكالة إذا قررت واشنطن فرض عقوبات عليها أو على أحد مسؤوليها على أساس مزاعم مرتبطة بالإرهاب، وفق "رويترز".

وقالت الأمم المتحدة إن تسعة من موظفي الأونروا ربما شاركوا في الهجوم السابع من أكتوبر 2023، وجرى فصلهم. وتبين أيضا أن أحد القياديين بحماس في لبنان، والذي قتلته إسرائيل، كان يشغل وظيفة لدى الأونروا. وتعهدت الأمم المتحدة بالتحقيق في جميع الاتهامات المطروحة، وطلبت مرارا من إسرائيل تقديم أدلة، وتقول إن هذه الأدلة لم تُقدم، بحسب "رويترز".

كما عبر المصدران المطلعان بشكل مباشر على المناقشات المتعلقة بالأونروا، في أحاديث خاصة عن مخاوف إنسانية وقانونية متنوعة، نظرا للدور الفريد الذي تلعبه الوكالة في مساعدة الفلسطينيين النازحين.

وأضاف المصدران أن موظفين مُعينين على أسس سياسية في وزارة الخارجية الأمريكية، جرى تعيينهم منذ بداية ولاية ترامب، هم عموما من يقودون الدفع نحو فرض عقوبات تتعلق بالإرهاب على الأونروا. وأكدا أن العديد من موظفي وزارة الخارجية من الكادر المهني، بمن فيهم بعض المحامين المسؤولين عن صياغة لغة قرارات التصنيف، قاوموا هذا التوجه.

ووفقا لمصدر منهما، جرت في الأسابيع القليلة الماضية مناقشة العقوبات المحتملة بين مسؤولين في مكتب مكافحة "الإرهاب" التابع لوزارة الخارجية وأعضاء من فريق تخطيط السياسات فيها، وهو كيان داخلي نافذ لصنع السياسات. وأضاف المصدر أن جريجوري لوجيرفو، المرشح لتولي أعلى منصب معني بمكافحة "الإرهاب" في الوزارة، تنحى عن مناقشات الأونروا ريثما يوافق مجلس الشيوخ على قرار تعيينه.

ويدعو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منذ سنوات إلى تفكيك الأونروا، متهما إياها بالتحريض على "إسرائيل". ومنذ 30 يناير، حظرت "إسرائيل" عمل الأونروا على الأراضي الخاضعة لسيطرتها، لا سيما في القدس، وحظرت أيضا التواصل بين الوكالة وسلطات الاحتلال.