شبكة قدس الإخبارية

لدورها في تبرير الإبادة.. دعوات لمقاطعة "نيويورك تايمز"

Gzip4G_WMAAlaLt-1-1756547726

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: دعا تحالف "كُتّاب ضد الحرب على غزة" (WAWOG) إلى مقاطعة صحيفة "نيويورك تايمز"، على خلفية دورها في تبرير الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، عبر سحب الاشتراكات والمعلنين وامتناع الكتاب عن النشر في الصحيفة.

وتطرق التحالف عبر تقرير نشره موقع "موندويس" الأميركي، إلى علاقات قديمة وحديثة تربط محرري الصحيفة بالتيارات الصهيونية، ووصف قسم الرأي في الصحيفة بأنه أعاد تأهيل صورة الاحتلال وتقويض قيمة المساءلة الصحفية، وشدد على أهمية مكافحة سعي المؤسسات المتواطئة بالإبادة الجماعية في غزة إلى الهروب من المساءلة والإفلات من العقاب.

واستحضر التحالف، مقولة للشهيد الصحفي حسام شبات، حين قال: "أحد أسباب استمرار قصفنا.. هو صحيفة نيويورك تايمز ومعظم وسائل الإعلام الغربية".

ويعرّف التحالف الذي نشأ بعد بدء الحرب على غزة نفسه بأنه يضم عددا من الكتاب والمحررين والعاملين في المجال الثقافي، الملتزمين بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، والداعين لإنهاء الحرب على غزة وإيقاف الدعم الأميركي العسكري لجيش الاحتلال، ومحاسبته على جرائمه.

ووفق التحالف فقد لعبت "نيويورك تايمز" دورا حاسما في شرعنة الإبادة الجماعية، إذ شرّعت أكذوبة دُحضت عن تورط مقاتلي المقاومة بالعنف الجنسي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وزرعت الشك حول استهداف جيش الاحتلال للمستشفيات، وحرّفت الصياغة اللغوية لتجنب نسبة المسؤولية عن الاغتيالات المستهدفة، وساعدت في تهيئة الظروف للمجاعة من خلال تقويض منظمة الأونروا، والتقليل من شأن الحصار الإسرائيلي المتواصل لغزة.

ولفت التحالف إلى أن الصحيفة سارعت بعد وقف إطلاق النار، إلى السعي لإعادة تأهيل صورة الاحتلال تماما كما فعلت في عام 1982، إذ أضرت آنذاك مذبحة صبرا وشاتيلا بسمعة الاحتلال في الغرب بالطريقة نفسها التي أضرت بها الإبادة الجماعية المكثفة في غزة خلال العامين الماضيين.

وبيّن التحالف أن عددا من كبار المحررين والصحفيين والمديرين التنفيذيين في صحيفة نيويورك تايمز الذين يغطون أخبار فلسطين خدموا في جيش الاحتلال ولديهم أقارب خدموا فيه، وقال إن بعضهم عملوا أو ما زالوا يعملون مباشرة في مراكز أبحاث إسرائيلية، ويقيمون في منازل فلسطينية مسروقة.

وأطلق "كُتّاب ضد الحرب على غزة" حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وإلغاء الاشتراكات في محاولة لحث الكتاب والقراء على الانفصال عن صحيفة التايمز منذ أكثر من عام، وتمكن من تغيير النظرة إلى الصحيفة.

ونبّه القائمون على التحالف إلى ما وصفوه بالدور الرئيسي الذي يلعبه قسم الرأي في صحيفة التايمز، في تبييض سمعة الصحيفة، وإخفاء مسؤوليتها عن تغطيتها المنحازة للاحتلال، عبر تظاهرها بالتنوع والانفتاح، إذ تقوم بنشر مقالات لكتاب شباب من السود والملونين، لكنها ترفض توظيفهم كصحفيين بالصحيفة، في محاول لكسب ود الصهاينة وأصحاب الضمير على حد سواء، وفق التحالف.

ودعا التحالف إلى جانب منظمات أخرى إلى رفض أي طلب للكتابة في صفحات الرأي في الصحيفة حتى تحقق 3 مطالب أساسية، وتتمثل بسحب المقال المشكوك في صحته "صرخات بلا كلمات" الذي عزز مزاعم الاحتلال بشأن ادعاءات الاعتداء الجنسي في عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن تستخدم هيئة التحرير نفوذها الهائل على الرأي الليبرالي للمطالبة بفرض حظر على الأسلحة، وأخيرا، أن تعترف الصحيفة بالتحيز العميق ضد الفلسطينيين في غرفة الأخبار لديها من خلال تحديث دليل التغطية الخاص بها، وإرشادات الحصول على المصادر والاقتباس، وممارسات التوظيف.

وأعلن أكثر من 300 من الشخصيات المعروفة مقاطعتهم للكتابة في صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن تُصلح سياساتها التحريرية، وكان من بينهم النائبة الأميركية رشيدة طليب، والكاتبة سالي روني، والممثلة هانا إينبايندر.

وبعد إطلاق الحملة انضم 200 آخرين، وكان من المشاركين البارزين الآخرين فيها الأكاديمي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط رشيد الخالدي، والمبلغة في ويكيليكس تشيلسي مانينغ، وعضو البرلمان الأوروبي ريما حسن، والطبيب والكاتب الكندي غابور ماتيه، والناشطة البيئية غريتا تونبرغ، والكاتبة الأيرلندية سالي روني، والكاتبتان صوفي كيمب وروبي كور، والممثلون هانا إينبايندر، وهاري نيف، وإنديا مور.

وحتى الشهر الأخير للحرب قبيل إعلان وقف إطلاق النار، استمرت الفعاليات الاحتجاجية أمام بعض المؤسسات الإخبارية المنحازة، وإحداها كانت نهاية شهر أغسطس/آب الماضي حين قام نشطاء متضامنون مع غزة برش طلاء أحمر على مدخل مبنى سكني يقيم فيه رئيس تحرير صحيفة نيويورك تايمز جوزيف كاهن في مدينة منهاتن الأميركية، وكتبوا عبارة "جو كاهن يكذب، غزة تموت".

وقال النشطاء آنذاك في بيان إن الصحيفة "نشرت أبشع دعاية منذ السابع من أكتوبر" مشيرين إلى مقال "صرخات بلا كلمات" للصحفية الإسرائيلية أنات شوارتز والذي استند إلى أكاذيب زعمت أن مقاتلي حماس استخدموا العنف الجنسي خلال عملية طوفان الأقصى.

وعقب انكشاف زيف المقال والادعاءات التي جاء بها، قاد كاهن "حملة عنصرية" ضد موظفين عرب وشرق أوسطيين في الصحيفة سعيا للتعرّف على المبلّغين الذين فضحوا أكاذيب الصحيفة، وفق البيان.