نيويورك - قدس الإخبارية: أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن "العمل العدواني السافر الذي شنته الولايات المتحدة و"إسرائيل" ضد بلاده مثّل "ضربة موجعة للثقة الدولية ولآفاق السلام في المنطقة"، محذراً من أن السكوت عن هذه الأفعال سيؤدي إلى "انحرافات تبتلع العالم بأسره". وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء، شدد بزشكيان على أن شعار الدورة الحالية: "معاً نحو الأفضل: 80 عاماً وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان"، يمثل دعوة للتضامن وبناء رؤية مشتركة لمستقبل أكثر إشراقاً.
وقال إن الأساس الذي يجمع الأديان السماوية والضمير الإنساني "هو القاعدة الذهبية: ما لا ترضاه لنفسك، لا ترضاه للآخرين"، متسائلاً ما إذا كان هذا هو واقع العالم اليوم في ظل ما شهده خلال العامين الماضيين من إبادة جماعية في غزة وانتهاكات لسيادة دول المنطقة، بدعم من "أقوى نظام تسليحي في العالم (الولايات المتحدة الأمريكية) تحت ذريعة الدفاع عن النفس". وتوجه بسؤال مباشر لقادة العالم: "هل ترضون بمثل هذه الأمور لأنفسكم؟".
ووصف الرئيس الإيراني الهجوم الذي تعرضت له بلاده في حزيران/يونيو بأنه "عدوان وحشي" وانتهاك صارخ للقانون الدولي، في وقت كانت طهران "تسلك دروب المفاوضات الدبلوماسية"، معتبراً ما حدث "خيانة جسيمة للدبلوماسية". وأضاف أن على منفذي هذه الجرائم أن يدركوا أن إيران، "أقدم حضارة مستمرة على وجه الأرض"، لطالما واجهت عواصف التاريخ ولم ترضخ للمعتدين، مؤكداً أن الشعب الإيراني أثبت مراراً أنه يتمتع بروح نبيلة وإرادة لا تنكسر.
وأشار بزشكيان إلى أن نحو عامين من الإبادة الجماعية والتجويع الجماعي وتكريس نظام الفصل العنصري داخل الأراضي المحتلة والاعتداءات على الجيران ترافقها، كما قال، إعلانات وقحة من أعلى مستويات ذلك النظام عن مخططات وهمية لإقامة إسرائيل الكبرى. وأضاف أن "النظام الصهيوني ورعاته يفرضون وجودهم بالقوة العارية ويسمون ذلك سلاماً بالقوة، لكنه ليس سلاماً ولا قوة، بل عدوان متجذر في التنمر والإكراه".
وأكد الرئيس الإيراني تطلع بلاده إلى مستقبل يقوم على "إيران قوية إلى جانب جيران أقوياء في منطقة قوية"، حيث لا مكان للمجازر وسفك الدماء، بل تقوم القوة على السلام. وذكّر بأن طهران كانت من أوائل الداعين إلى "منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل"، مشدداً على أنها "لم تسع ولن تسعى يوماً إلى تصنيع قنبلة نووية".
كما شدد على أن مستقبل المنطقة والعالم يجب أن يُبنى على التعاون والثقة والتنمية المشتركة، معلناً دعم بلاده لمسار السلام بين أذربيجان وأرمينيا، وأمله في أن تشكل نتائجه أساساً لتحسين العلاقات بين الدولتين. ورحب في الوقت نفسه بالاتفاقية الدفاعية بين السعودية وباكستان، معتبراً إياها خطوة نحو "نظام أمني إقليمي شامل بتعاون الدول الإسلامية في غرب آسيا على المستويات السياسية والأمنية والدفاعية".