شبكة قدس الإخبارية

ماذا عن توقيت استهداف قادة حماس في قطر؟ 

D6LiA
هيئة التحرير

ترجمات عبرية - خاص قدس الإخبارية: قال المحلل السياسي الإسرائيلي نداف إيال إن الاستعدادات في المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال لاغتيال قيادة حماس في الخارج، وتحديدًا في قطر، جرت منذ أشهر طويلة. وبرأيه، لم تكن هناك ندرة في الذرائع: فالمستهدفون يُعتبرون مهندسي السابع من أكتوبر، وعلى رأسهم خليل الحية، الذي كان من أقرب المقربين للشهيد يحيى السنوار إلى جانب شقيقه محمد. 

الحية، كما يقول إيال، بالغ في تحدي مصيره وحتى مضيفيه بعدما دعا مؤخرًا إلى احتجاجات في مصر والأردن، ما اعتُبر تجاوزًا للخطوط. أما بالنسبة لقطر، فقد وصفها بأنها دولة تحاول اللعب في كل الساحات، من كرة القدم وحتى دعم المقاومة، وبالتالي فإن كسر الحصانة التي تمتعت بها كان خطوة ضرورية.

ويضيف إيال أن العملية جرى التحضير لها منذ وقت طويل، وظلت بانتظار إعطاء الضوء الأخضر، إلا أن نقطة الخلاف الجوهرية كانت التوقيت. 

هذا التوقيت، كما يشير، ليس تفصيلاً ثانويًا بل لبّ المسألة، خصوصًا في ظل المفاوضات المعقدة حول ملف الأسرى. فبينما ينظر الإسرائيليون إلى قادة حماس كأهداف مشروعة، يبقى التوقيت حاسمًا لأنه مرتبط بمصير الأسرى وبتوازن المعركة في غزة.

ويكشف إيال أن التباين في المواقف داخل المنظومة الأمنية للاحتلال كان واضحًا، إذ سعى مقرّبون من نتنياهو للتأكيد على أنه هو من بادر ودفع بالعملية، رغم معارضة معظم أجهزة الأمن باستثناء الشاباك. الغاية، بحسبه، كانت ضمان أن ينسب الفضل لنتنياهو وحده. لكن في أوساط المؤسسة الأمنية نفسها يسود شعور متشائم حيال النتائج، حيث قال بعض المسؤولين: “الوضع لا يبدو جيدًا”.

ويطرح إيال سؤالين أساسيين: الأول، لماذا الآن؟ فحتى الآن لم تكشف التحقيقات في هجوم القدس الأخير عن علاقة مباشرة مع قيادة حماس في الخارج. صحيح أن الفرصة العملياتية وُجدت في الدوحة، لكن كان يمكن انتظار فرص أخرى. 

ويشير المحلل السياسي الإسرائيلي إلى أن بعض الأوساط بررت العملية بأنها تستهدف “كسر التوازن” داخل حماس، فيما ذهب آخرون إلى أن نتنياهو كان يبحث عن رد قوي وسريع على هجوم القدس.

أما السؤال الثاني والأكثر أهمية فهو: ماذا بعد؟ إذ إن "إسرائيل" حاولت اغتيال أشخاص كانوا في مراحل سابقة شركاء في صفقات تبادل أسرى. هؤلاء مشاركون في العمل المقاوم، لا شك، لكنهم في الوقت نفسه كانوا قناة للتفاوض. لذلك كان السؤال الدائم في المؤسسة الأمنية: إذا تمت تصفيتهم، مع من سنتحدث؟ ومن سيملك صلاحية القرار داخل حماس؟.

ويخلص إيال إلى أن العملية في قطر حملت رسائل متشابكة: فهي أنهت “حصانة” الدوحة – ولو أن قطر سارعت إلى الحصول على ضمانة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب – كما أنها هدفت لضرب رأس قيادة حماس الخارجية. لكن في المقابل، النتيجة قد تكون تعطيلًا طويلًا لمسار الصفقة، ما يعني تهديدًا مباشرًا لحياة الأسرى. إضافة إلى ذلك، فقد تلقت "إسرائيل" ضربة سياسية من البيت الأبيض، الأمر الذي قد يحد من قدرتها على تنفيذ عمليات مشابهة مستقبلًا، خصوصًا في ساحات حساسة كقطر.

#قطر #حماس #اغتيال