القاهرة - قدس الإخبارية: أثارت تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، موجة رفض عربي واسع، حيث صدرت مواقف رسمية منددة من السعودية وقطر والكويت والأردن وفلسطين ومجلس التعاون الخليجي، يوم الجمعة، رفضًا لما وصف بـ"دعوات علنية للتطهير العرقي".
وزارة الخارجية السعودية أدانت ما وصفته بـ"التصريحات المتكررة من قبل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، بما في ذلك عبر معبر رفح"، وأكدت أن هذه التصريحات تمثل "انتهاكًا جسيمًا للقوانين والمبادئ الدولية وأبسط المعايير الإنسانية".
أما الخارجية القطرية، فوصفت تصريحات نتنياهو بأنها "امتداد لنهج الاحتلال في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وازدراء القوانين والاتفاقيات الدولية"، معتبرة أنها تمثل "مساعيًا لقطع الطريق أمام فرص السلام"، مشيرة إلى أن سياسات العقاب الجماعي وحرب الإبادة على غزة لن تفلح في إجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم.
الكويت من جهتها اعتبرت تصريحات نتنياهو "انتهاكًا صارخًا لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابلة للتصرف، وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، وأكدت رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، داعية المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التحرك العاجل لوقف الإبادة والعقوبات الجماعية والتوسع الاستيطاني.
وفي السياق ذاته، أعربت وزارة الخارجية الأردنية عن إدانتها الشديدة لتصريحات نتنياهو، ووصفتها بأنها "عدائية ومرفوضة"، وقالت إنها تمثل "خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وتعديًا سافرًا على حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم"، مشددة على أن تهجير الفلسطينيين "جريمة حرب ستتصدى لها المملكة بكل إمكانياتها".
وزارة الخارجية الفلسطينية نددت من جانبها بتصريحات نتنياهو، واعتبرتها "اعترافًا رسميًا بمخططات التهجير في قطاع غزة"، وأدانت في بيان لها "التهم الباطلة والهجوم غير المبرر" على مصر، مؤكدة أن هذه التصريحات تندرج في إطار "السياسات الإسرائيلية الساعية لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير والإبادة".
من جهته، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، إن تصريحات نتنياهو "تمثل دعوة علنية لاقتراف جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان"، ودعا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية بشكل عاجل، ووقف هذه الممارسات والتصريحات الخطيرة".
وكان نتنياهو قد زعم في مقابلة مع قناة عبر تلغرام أن "نصف سكان غزة يريدون الخروج منها"، وأضاف: "أستطيع أن أفتح لهم معبر رفح لكن مصر ستغلقه فورًا"، مدعيًا أن "الحق في الخروج من غزة هو حق أساسي لكل فلسطيني".
في المقابل، ردت وزارة الخارجية المصرية على هذه التصريحات، وأكدت أنها "تستهجن تلك المزاعم"، مشددة على أن مصر "لن تكون بوابة للتهجير"، وأن هذا الأمر "خط أحمر غير قابل للتغيير".
وفي أول رد منه على الموقف المصري، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا اتهم فيه القاهرة بأنها "تفضل سجن سكان غزة داخلها"، في استمرار للتصعيد السياسي والإعلامي من قبل الاحتلال، الذي يواصل ارتكاب الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ ما يقارب العامين، بدعم أميركي مباشر.